الجمعة، 23 أغسطس 2013

خطبة جمعة : تأملات في سورة الضحى

الخطبة الأولى :  أيها المسلمون يقول ربنا عز وجل في محكم التنزيل : "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ  " فمن عظيم مقاصد إنزال القرآن تدبر آياته ومعانيه، وقد حث الله سبحانه على هذه العبادة ورغبهم فيها فقال :" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"  ، فبتدبر كلام الله يتعرف العبد على ربه ومولاه، فيزيد إيمانه، وتقوى علاقته بربه، قال ابن القيم: فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر... فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها " 
ومن سور القرآن التي بين الله فيها سبحانه وتعالى مكانة نبينا صلى الله عليه وسلم وعلوَّ قدره، والنعم التي أسبغها عليه وعلى أمته سورة الضحى . 

فروى البخاري عن جُنْدُب بْنِ سُفْيَانَ - رضى الله عنه - قَالَ اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ يَا مُحَمَّدُ إِنِّى لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "وَالضُّحَى،  وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى 

فأقسم ربنا سبحانه وتعالى في بداية السورة بالضحى وهو النهار وبالليل إذا أقبل فغطى كل شيء بظلمته الحالكة، وسكون الخلق فيه، وهذا قسم عظيم بطرفي الزمان وهو الليل والنهار، ورب العزة لا يقسم إلا بعظيم، والخلق لا يجوز لهم أن يقسموا إلا بالله العظيم وحده دون سواه أو باسم من أسمائه أو صفة من صفاته، فروى الإمام أحمد عَنِ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَحَلَفَ رَجُلٌ بِالْكَعْبَةِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَيْحَكَ لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فقد أشرك" . 

وأما المقسم عليه فهو قوله تعالى : "مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى" فيخبر الله سبحانه وتعالى عن امتنانه على نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه ما تركه وما أبغضه، بل هو خليل الله، والخلة أعلى أنواع المحبة، قال صلى الله عليه وسلم:" فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِى خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً " ، وما تركه ربه بل رعاه وحماه وحفظه قبل ولادته وقبل بمبعثه وبعد موته .قال تعالى : " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" 

ثم بين الله سبحانه وتعالى عظيم الأجر والثواب المعد للنبي عليه الصلاة والسلام فقال :(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى)  أَيْ: أَنَّ مَا أعدَّهُ اللهُ تعالَى لكَ فِي الآخرةِ خيرٌ مِنَ الدنيَا ومَا فيهَا، فلاَ تحزَنْ علَى مَا فاتَكَ منْهَا، فإِنَّ الذِي لكَ عنْدَ اللهِ خيرٌ منْهَا، فكانَ  أزهَدَ الناسِ فِي الدنيَا، ولَمَّا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ  فِي آخِرِ عُمرِهِ بيْنَ الْخُلْدِ فِي الدنيَا وَبينَ اللحاقِ بربِّهِ عزَّ وجلَّ، اختارَ مَا عندَ اللهِ تعالَى طلباً لذلكَ النعيمِ، فعَن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ  أنَّ رَسُولَ اللَّهِ  خرجَ فِي مَرَضِهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ... فَقَالَ:« إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ» 

وقد بين هذه الخيرية وأكدها بقوله تعالى : "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"  ولقد أعطاه الله تعالى ما يرضيه صلى الله عليه وسلم،  فقال تعالى : "عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا" ، وبين صلى الله عليه وسلم هذا المقام المحمود وهو الشفاعة العظمى يوم القيامة، فإن الخلق يأتون الأنبياء من أولي العزم ليشفعوا لهم عند الله، فيعتذرون، ثم يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا نبي الله أنت الذي فتح الله لك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك فيقول أنا صاحبكم فيخرج يجوس بين الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب فيقرع الباب فيقول من هذا فيقول محمد فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله عز وجل فيسجد فينادى ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فذلك المقام المحمود  " رواه الطبراني . 

وأعطاه الله الوسيلة وهي منزلة عالية لا تنبغي إلا لعبد واحد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ. رَوَاهُ مُسلم 

ثم بين الله امتنانه على نبيه صلى الله عليه وسلم بجملة من النعم في الدنيا فقال : " أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى" فقد ولد صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، ثم توفيت أمه ولما يتجاوز السادسة من عمره، ولكن الله يسر من قام على تربيته والعناية به .
ومن هذه الرعاية قوله تعالى :" وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى" أي غير عالم فمنحك العلم بالوحي قال تعالى : " وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا" 

ومن رعاية الله به أن أغناه بعد فقر  فقال : "وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى" حتى فاض المال يوم حنين فأعطى عطاء من لا يخشى الفقر. 
هذه منزلة نبيا صلى الله عليه وسلم عند ربه، ألا فاعرفوا له قدره، واتبعوا سنته، واقتفوا أثره، تكونوا من المفلحين . 


الخطبة الثانية : أيهَا المسلمونَ: وقَدْ أشارَتْ سورةُ الضحَى إلَى أهميةِ رعايةِ الأيتامِ الذينَ فقدُوا آباءَهُمْ، قالَ تعالَى:(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) فكانَ صلى الله عليه وسلم يحنُو علَى الأيتامِ ويرعاهُمْ، ويُشجِّعُ علَى كفالتِهِمْ، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى" وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا" فهنيئاً  لكافلِ اليتيمِ، بِهذَا المقامِ العظيمِ.

كمَا أشارَتِ السورةُ إلَى رعايةِ الفقراءِ والمحرومينَ، قالَ تعالَى:( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) فكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعطِي عطاءَ مَنْ لاَ يخشَى الفقْرَ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ:« مَا يَكُنْ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ»

وقَدْ حَذَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ استغلالِ ضعافِ النفوسِ لهذَا التوجيهِ القرآنِيِّ، بإظهارِ المسكنةِ وفقْرِ الحالِ، تَهَرُّباً مِنْ مَؤونةِ العملِ والكسبِ الحلالِ، وطلباً للاستزادةِ مِنَ المالِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ»

واعلمَوا عبادَ اللهِ أنَّ الصدقاتِ والمساعداتِ الاجتماعيةَ، التِي تُقدِّمُهَا الجهاتُ الخيريةُ والرسميةُ، لاَ تَحِلُّ إلاَّ لِمَنْ يَستحِقُّ تلكَ العطيةَ، وفقَ الضوابطِ الشرعيةِ، والشروطِ القانونيةِ، فلاَ يَحِقُّ لأحدٍ أَنْ ينتَزِعَ حقًّا مِنْ حُقوقِ المحتاجينَ، بتقديمِ معلوماتٍ أَوْ مُستنداتٍ تُخالفُ الواقعَ وتُضلِّلُ الْمَانِحِينَ، فهذَا عمَلٌ يُنَافِي المروءةَ والدِّينَ، ويُوجِبُ لفاعلِهِ الجزاءَ يومَ الدِّينِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«إنَّ رِجالًا يتَخَوَّضُونَ في مالِ اللّهِ بِغيْرِ حقٍّ فلَهُمْ النّارُ يوم الْقِيامَةِ»

عباد الله :اعلمُوا أنَّ التحدُّثَ بِنِعَمِ اللهِ تعالَى نوعٌ مِنَ الشكْرِ للهِ علَى مَا أنعَمَ وأَوْلَى، ولذلكَ أمَرَ اللهُ سبحانَهُ نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بذلكَ فِي ختامِ سُورةِ الضُّحَى فقالَ:( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) وقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ والجَماعةُ رَحمةٌ، والفُرقةُ عَذاب»
فنحمَدُ اللهَ تعالَى علَى نِعَمِهِ العُظْمَى التِي نتفَيَّأُ ظلالَهَا فِي إماراتِنَا الحبيبةِ، فالقلوبُ مُتآلِفَةٌ بكَرَمِ اللهِ، وبلادُنَا مستقرَّةٌ برعايةِ اللهِ، وقادَتُنَا نُحبُّهُمْ ويُحبونَنَا بِحُبِّ اللهَ، وندعُو اللهَ عزَّ وجلَّ أَنْ يحفظَهُمْ بِحفْظِهِ، ويَزيدَهُمْ بتوفيقِهِ" 
فلندع لهم بالخير والصلاح، ولنسع إلى تثبيت الأمن في بلادنا، ولنسمع ولنطع لمن ولاه الله أمرنا في المعروف، وأن لا نشق وحدة صفنا. 
ولا يغرنكم ويخدعكم دعاة الضلال الذين يزينون الخروج على ولاة الأمر باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الطغاة فإنهم دعاة على أبواب جنهم، فبسببهم سفكت دماء المسلمين، وضيع الأمن في بلادهم، وانتهبت الأموال، وربما حرضوا على الجهاد دون إذن ولي الأمر وهم جلوس في بيتوهم ومع أسرهم . 
فلنحمد الله على ما منّ به علينا من نعم في بلادنا، فبالشكر تزيد النعم وتدوم، وبالكفر وبنكرانها تضمحل وتزول. 

الأحد، 11 أغسطس 2013

خطبة عيد الفطر 1434 هـ .

الخطبة الأولى
أيها المسلمون؛ من النعم العظيمة على العبد أن يوفقه الله لإدراك شهر رمضان المبارك، إذ به تزيد حسناته، وترتفع درجاته، ويستكمل أركان دينه، عن طلحة بن عبيد الله أَنَّ رَجُلَيْنِ أَسْلَمَا فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخِّرَ الآخَرُ بَعْدَ الْمَقْتُولِ سَنَةً ثُمَّ مَاتَ. قَالَ طَلْحَةُ: رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فِي الْمَنَامِ، فَرَأَيْتُ الآخَرَ مِنَ الرَّجُلَيْنِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الأَوَّلِ، فَأَصْبَحْتُ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِذَلِكَ فَبَلَغْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى بَعْدَهُ سِتَّة آلَاف رَكْعَة وَكَذَا كَذَا رَكْعَة " فقد دلت هذه القصة على فضيلة إدراك رمضان، فعلينا أن نشكر المنعم بأن نحسن في عباداتنا فنؤديها كما أمرنا سبحانه وتعالى، فننال شرف العبودية وعظيم الأجر والجزاء. 

والصائم موعود بفرحتين ينالهما جزاء عبادته، قال صلى الله عليه وسلم: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ " فهذا يوم الفرح والسرور بإكمال العبد لعبادة عظيمة يرجو ثوابها، وبقيت فرحة اللقاء بالرب الجليل الكريم، ليوفي العاملين أجرهم، وقد وعدهم به والله لا يخلف الميعاد. 

ولكن ليقف المسلم مع نفسه وقفة محاسبة قبل أن يقف بين يدي ربه ليحاسبه، هل صام وأدى العبادة كما أمره ربه، أم فرط وقصر، فالصيام الشرعي ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب فقط وإنما يشمل صوم الجوارح عن ما حرم الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم "

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

أيها المسلمون : اعبدوا ربكم وأخلصوا له، فإنه حق الله عليكم أجمعين، ولذلك خلقكم، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) وروى البخاري ومسلم عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا  " 

بإخلاص العبادة لله تعالى تتحقق للعباد السعادة في الدارين، أمن وهداية في الدنيا وعند الموت وفي القبر ويوم الحساب والجزاء قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) 

بالتوحيد ونبذ الشرك يتحقق التمكين للعباد في البلاد، وبضده ينقلب الأمن خوفا، والسعادة شقاء، قال تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

وحقيقة التوحيد أن تفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة وأن لا تصرفها لمخلوق كائنا من كان، ولو كان ملكا مقربا، أو نبيا مرسلا، أو وليا صالحا، فمن صرف شيئا من العبادة لهم فقد أشرك،  قال تعالى : "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ "  ، وأبطل الله صرف شيء من العبادة لغيره وأخبر عن عجزهم عن جلب النفع لأنفسهم أو دفع الضر عنها فضلا عن غيرهم فقال : " وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ " 

ومن الشرك بالله دعاءُ غير الله تعالى وسؤالُهُ جلبَ المنافع ودفع المضار، كأن يتوجه للجن كما يفعل السحرة والكهان، وقد قال تعالى : "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا " ، أو يتوجه بذبحه ودعائه لقبر ولي صالح، والدعاء عبادة لا تصرف إلا لله قال صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة" 

ومن صور الشرك الذهاب للسحرة والعرافين وسؤالُهم علاجَ المس والعين أو جلب منفعة موهومة أو دفع مضرة، أو لطلب التفريق بين زوجين أو عملِ ما يزيد المحبة بينهم، فكله باطل محرم. قال تعالى : "وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ " وقال صلى الله عليه وسلم: -صلى الله عليه وسلم- قال « من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

أيها المسلمون: عليكم بإتباع سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، ففيها النجاة لمن أراد السعادة في الدارين، وفيها الخلاص من الفتن والاختلاف، قال صلى الله عليه وسلم مبينا ما سيحصل في هذه الأمة من الاختلاف والتفرق ، فقال عليه الصلاة والسلام: مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا" ثم ذكر الدواء فقال :  فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا " فالنجاة في الإتباع الحقيقي لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنة السلف الصالح من الصحابة والتابعين . 

وتأملوا رحمكم الله إلى أثر تطبيق السنة في حصول النصر والظهور لهذا الدين، فروى ابن عساكر عن أبى هريرة – رضي الله عنه- قال : والذى لا إله إلا هو لولا أن أبا بكر استخلف ما عُبد الله، ثم قال الثانية ثم قال الثالثة، فقيل له: مه يا أبا هريرة .  فقال إن رسول الله  - صلى الله عليه وسلم -  وجَّه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام، فلما نزل بذي خشب قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وارتدت العرب حول المدينة، واجتمع إليه أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم – فقالوا: رُدَّ هؤلاء. تُوجِهُ هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟

 فقال: والذى لا إله إلا هو، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج النبى  - صلى الله عليه وسلم -  ما رددت جيشا وجهه رسول الله  - صلى الله عليه وسلم - ، ولا حللت لواءً عقده ،فوجه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام. 

فتأملوا رحمكم الله : توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وارتدت العرب حول المدينة، وظهر مانعوا الزكاة، فالأمور مضطربة، والخوف مسيطر، والمنطق البشري يدل على بقاء الجيش لحماية المدينة وقتال المرتدين، إلا أن أبا بكر -رضي الله عنه- وببصيرة المتبع للكتاب والسنة، يُنفذُ جيشَ النبي صلى الله عليه وسلم، تطبيقا لأمره، وسيرا على سنته، فكانت النتيجة أن انتصر الجيش، وغنموا، وسلموا، واندحرت حركات الردة بغير قتال، إنها بركت تطبيق السنة . قال الزهري رحمه الله: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة " 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

عباد الله : في هذه الأزمان اختلطت الأمور على أهل العقول، حتى صار الحليم حيرانا، فتفرقت صفوف المسلمين، وسفكت دماءهم، وانتهبت أموالهم، وهتكت أعراضهم، وضعفت قواهم، وضاعت أحكام دينهم، وللأسف أن يتم كل ذلك بأيديهم لا بأيدي عدوهم. 
لقد نجح دعاة الفتنة في تأجيج نارها بين صفوف المسلمين، فقاموا يوقدون عليها بحطب المناداة بالحريات المنتهكة، وباسم قمع الظلم ورد الحقوق المغتصبة، وتحت شعار الديمقراطية وأحقية الشعوب في المشاركة في الحكم والرقابة على المال العام. 

فكانت نتيجة هذا الربيع العربي أن دُمرت بعض بلاد المسلمين دمارا لا يرجى إصلاحه إلا بعد عقود من الزمن، وانقلبت الحريات التي ينادي بها دعاة الفتنة إلى ذعر وقتل،  وظهرت نواياهم التي يرمون من خلالها إلى تمكين أحزابهم ولو على حساب دماء المسلمين. 

فلا تغتروا يا عباد الله بهم ولا بصلاحهم فإنهم دعاة ضلال، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف الخوارج بالاجتهاد في العبادة فقال عنهم: يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يجوز تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "  وعلى الرغم من ذلك توعدهم فقال : "وَاللَّهِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"
فالزموا –رحمكم الله – عبادة ربكم وأخلصوا له، واتبعوا سنة نبيكم عليه الصلاة والسلام، فإن فيها النجاة والسعادة، والزموا جماعة المسلمين وإمامهم، وعليكم بالجماعة وإياكم والفرقة. 
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد 


  الخطبة الثانية :

أيها المسلمون:  لقد كنتم في شهر الصيام في عبادة وإقبال على الله –سبحانه وتعالى- تصومون نهاره، وتقومون ليله، تقرؤون كتاب الله وتتدبرون آياته، تتصدقون بالمال والطعام، فداوموا على الطاعات، واطلبوا مرضاة رب الأرض والسموات. 

فمما سنّه رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-، ورغّبَ فيه بعد رمضان صيامُ سِتٍّ مِن شوال. فإنّ مِنْ جملةِ شُكْرِ العبدِ لِرَبِّهِ على توفِيقِهِ لِصيامِ شَهْرِ رمضانَ، وقِيامِه؛ أنْ يَصومَ عَقِبَ ذلك شُكْراً  للهِ تعالى، وتأسِّيًا برسولِه-صلى الله عليه وسلم-، وموافَقةً له فيما رغَّبَ مِنَ الخير. قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ " [رواه مسلم] . 

وسارعوا إلى إصلاح ذات البين فإن العيد أعظم مناسبة لذلك ، فمن كانت له خصومة مع أخيه المسلم فليبادر إلى التسامح منه والعفو عما بدر منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهم الذي يبدأ بالسلام والذي يبدأ بالسلام يسبق إلى الجنة"

يا معاشر النساء : اسعينَ –رحمكنَّ الله – إلى فكاك أنفسكُنُّ من النار، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ " وقال -صلى الله عليه وسلم- « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ مِنَ الاِسْتِغْفَارِ فَإِنِّى رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ». فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ قَالَ « تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ "  ، وروى أحمد في المسند قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ. قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَنْ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ النِّسَاءُ. قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَوَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنَّهُمْ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ " 

والسبيل إلى الخلاص من النار هو أن تأَدينَ حقَّ الله عليكُنَّ بأداءِ ما فرضه الله، وانتهينَ عما نهاكُنَّ عنه تَكنَّ من أهل الفوز والسعادة قال صلى الله عليه وسلم (إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ) . 

أختي المسلمة : اعلمي أن سبب نهضة الأمة هو قرارك في مملكتك وهو بيتك، والتزامك بحجابك وحشمتك، فإن فعلت ذلك فقد صُنتِ المجتمع من فتنة عمياء صماء مهلكة، قال عليه الصلاة والسلام: ألا فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النساءَ، فإنَّ أولَ فتنةِ بَني إسرائيلَ كانتْ في النساءِ " 

وإياك والتبرج فإنه سبب للعذاب قال صلى الله عليه وسلم: صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَمْثَالِ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ

وأنت أيها المسلم، يا من جعلك الله وليا على هذه المرأة، أبا كنت أو زوجا أو أخا، فإنك مأمور بوقاية نسائك ومن هم تحت ولايتك من النار بتأديبهم وتعليمهم أمور الدين وحملهم عليها قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) ، ثم ستحاسب على ذلك بين يدي الله قال صلى الله عليه وسلم: إن الله سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته" 

معاشر الرجال : استوصوا بالنساء خيرا فهذه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لنا نحن الرجال فقال ( وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا " وقال صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله) فأدوا إليهن حقهن ، واصبروا عليهن قال تعالى { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} ، ومن كان ذا زوجتين فليعدل بينهن قال صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط" 

جماعة المسلمين: من سنن العيد أن من جاء من طريق رجع من طريق آخر، ولم يكن من هديه في العيد زيارة القبور فإن العيد يوم سرور فلا تدخلوا الحزن على أنفسكم، ومن فاتته صلاة العيد قضاها كما يصلي في المصلى ، ومن السنن أيضا التي تركها الناس في الأعياد خاصة المصافحة أثناء السلام فالسنة هي المصافحة باليد ، واحذروا من مصافحة النساء فإن هذا مما انتشر وعم بين الناس . وهو محرم .