الخميس، 24 ديسمبر 2015

خطبة جمعة : التحالف العسكري الإسلامي

الخطبة الأولى : اعلموا رحمكم الله أن اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الإِنْسَانَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ؛ لِيُحَقِّقَ التَّوْحِيدَ والعبودية لله وحده دون سواه، ويُقيمَ الْعَدْلَ ويقمع الظلم، وَيَنْشُرَ الإسلام والسَّلاَمَ، وَحَثَّنَا عَلَى التَّعَاوُنِ فِيمَا بَيْنَنَا لِتَحْقِيقِ الْغَايَاتِ الْكَرِيمَةِ، وَالْمَقَاصِدِ الْعَظِيمَةِ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). فَحَثَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى التَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ، وَقَرَنَهُ بِالتَّقْوَى، لِأَنَّ فِي التَّقْوَى رِضَا اللَّهِ تَعَالَى، وَفِي الْبِرِّ رِضَا النَّاسِ، وَمَنْ جَمَعَ بَيْنَ رِضَا اللَّهِ تَعَالَى وَرِضَا النَّاسِ فَقَدْ تَمَّتْ سَعَادَتُهُ .

وَالتَّعَاوُنُ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى يَكُونُ بِوُجُوهٍ، مِنْهَا: أَنْ يَكُونَ الْمُسْلِمُونَ مُجْتَمِعِينَ كَالْيَدِ الْوَاحِدَةِ لِرَدِّ الْمُتَعَدِّينَ، فَنِعْمَ التَّحَالُفُ الذي يقام لأجل التَّغَلُّبِ عَلَى التَّحَدِّيَاتِ، وَكَفِّ  الْمُعْتَدِينَ، وَرَفْعِ الظُّلْمِ عَنِ الْمَظْلُومِينَ، ونصرة الإسلام والمسلمين.

 وَلَقَدْ شَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ بَعْثَتِهِ حِلْفًا تَدَاعَتْ إِلَيْهِ قَبَائِلُ مِنْ قُرَيْشٍ؛ فَاجْتَمَعُوا فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ، فَتَعَاقَدُوا وَتَعَاهَدُوا عَلَى أَنْ لَا يَجِدُوا بِمَكَّةَ مَظْلُومًا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا قَامُوا مَعَهُ، وَكَانُوا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ، حَتَّى تُرَدَّ عَلَيْهِ مَظْلَمَتُهُ، وَسُمِّيَ بِحِلْفِ الْفُضُولِ. 

وَأَثْنَى النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم عَلَى هَذَا التَّحَالُفِ فَقَالَ:« لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الإِسْلاَمِ لَأَجَبْتُ». وَكَانَ حِلْفُ الْفُضُولِ أَكْرَمَ حِلْفٍ سُمِعَ بِهِ وَأَشْرَفَهُ فِي الْعَرَبِ. 

كَمَا مَدَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّ حِلْفٍ يَقُومُ عَلَى رَدِّ الْحَقِّ لأَصْحَابِهِ، فَقَالَ:« أَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً». قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: لِأَنَّهُ مُوَافِقٌ لِلشَّرْعِ؛ إِذْ أَمَرَ بِالِانْتِصَافِ مِنَ الظَّالِمِ، فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ عُهُودِهِمُ الْبَاطِلَةِ عَلَى الظُّلْمِ وَالْغَارَاتِ؛ فَقَدْ هَدَمَهُ الْإِسْلَامُ. 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حُقُوقًا مِنْهَا: نُصْرَتُهُ، وَدَفْعُ الضُّرِّ عَنْهُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ». وَمَعْنَى لاَ يُسْلِمُهُ أَيْ: لاَ يَتْرُكُهُ مَعَ مَنْ يُؤْذِيهِ؛ بَلْ يَنْصُرُهُ وَيَدْفَعُ عَنْهُ. فَمِنْ أَفْضَلِ أَوْجُهِ التَّعَاوُنِ عَلَى الْخَيْرِ وَأَهَمِّهَا: التَّحَالُفُ نُصْرَةً لِلْمُسْتَضْعَفِينَ، وَإِغَاثَةً لِلْمَلْهُوفِينَ، قِيَامًا بِحَقِّهِمْ، وَدِفَاعًا عَنْهُمْ، عَمَلاً بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا». 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ لِلاِجْتِمَاعِ وَالتَّحَالُفِ عَلَى الْحَقِّ وَالْخَيْرِ فَوَائِدَ عَظِيمَةً، وَمَنَافِعَ كَثِيرَةً، فَهُوَ سَبَبٌ لِلْفَوْزِ وَالْقُوَّةِ، فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ لأَنَّهُ مِنَ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ الَّذِي أَمَرَنَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِهِ فقَالَ:( وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

وَمِنْ دوافع ومَنَافِعِ التَّحالف أنه باب من أبواب الجهاد الشرعي فهو سبيل لتحقيق القوة الجهادية ضد أعداء الملة امتثالا لقول الله تعالى : "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ" فبالتحالف تصير لدول الإسلام قوة عظيمة ترهب أعداء الدين ممن تحالفوا على النيل منه على كافة الأصعدة والمجالات.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله : " فمن أهم مسائل الجهاد في هذه الأوقات عقد المعاهدات وتوثيق المودة والصداقة بين الحكومات الإسلامية.. والتكافل بينها والتضامن، وأن يكونوا يدا واحدة على من تعدى عليهم أو على شيء من حقوقهم.." 

فبالتحالف يَرُدُّ الله بِهِ عُدْوَانَ الْمُعْتَدِينَ، وينصر به المستضعفين وهذا من مقاصد الجهاد وغاياته قَالَ سُبْحَانَهُ: ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ). 

عباد الله: إِنَّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُشَارِكَ فِي إِحْلاَلِ الْخَيْرِ وَالسَّلاَمِ، وَيُسَانِدَ ولاةَ الأَمْرِ فِي نَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَالأَخْذِ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، قَالَ الْبَرَاءُ ابْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، فَذَكَرَ مِنْهَا وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ .

والتَّحالفُ لنُصْرةِ المَظْلومِ وتَفْرِيجِ كُرْبَتِهِ من علاماتِ صِدْقِ الإيمانِ وحُسْنِ الإسلامِ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

ومَنْ نَصَرَ مَظْلُوماً وأَسْهَمَ في تَفريجِ كُربتهِ فإنَّ اللهَ -عزّ وجلَّ- يُفَرِّجُ عَنْهُ كُرَبةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ –كَمَا صَحَّ في الحَدِيثِ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم -، فَالجَزاءُ من جِنْسِ العَمَلِ، وقَدْ قالَ تَعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) .

فَاللَّهُمَّ احْفَظِ الإِمَارَاتِ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا وَحْدَتَنَا، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَنَا، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)


الخطبة الثانية : جماعة المسلمين : إِنَّ التَّحَالُفَ الإِسْلاَمِيَّ الَّذِي شَارَكَتْ فِيهِ أَغْلَبُ الدُّوَلِ الإِسْلاَمِيَّةِ خُطْوَةٌ رَائِدَةٌ غَيْرُ مَسْبُوقَةٍ فِي التَّارِيخِ الْمُعَاصِرِ، يُعَبِّرُ عَنْ رُؤْيَةٍ مُسْتَنِيرَةٍ ثَاقِبَةٍ لِلْقِيَادَاتِ الَّتِي كَوَّنَتِ التَّحَالُفَ الإِسْلاَمِيَّ، وَانْضَمَّتْ إِلَيْهِ؛ لِلْوُقُوفِ سَدًّا مَنِيعًا أَمَامَ مَا يُهَدِّدُ اسْتِقْرَارَ الْبُلْدَانِ مِنْ تَطَرُّفٍ وَاعْتِدَاءَاتٍ آثِمَةٍ، لاَ تُفَرِّقُ بَيْنَ وَطَنٍ وَآخَرَ، وَلاَ تُقِيمُ وَزْنًا لِلْقِيَمِ وَالْمَبَادِئِ، وَالْحَقِّ وَالْعَدْلِ، فَكَانَ هَذَا التَّحَالُفُ ضَرُورَةً شَرْعِيَّةً، وَحَاجَةً وَاقِعِيَّةً؛ لِحِفْظِ كِيَانِ الأُمَّةِ فِي حَاضِرِهَا، وَحِمَايَةِ مُقَدَّرَاتِهَا فِي مُسْتَقْبَلِهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُوماً، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِماً؟ قَالَ:« تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ»  وَهُوَ نُقْطَةُ تَحَوُّلٍ فِي خطِّ سَيْرِ الأَحْدَاثِ، فقَدْ جَاءَ هذا التحالفُ رَدْعًا لِلْمُجْرِمِينَ، وَالْبُغَاةِ الْمَارِقِينَ، وَدَحْرًا لِلْمُتَطَرِّفِينَ، وَتَمْكِينًا لِلْحَقِّ وَالدِّينِ، وَكَانَتْ دَوْلَةُ الإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَةِ مِنْ أَوَّلِ الدُّوَلِ الدَّاعِيَةِ إِلَى تَضَافُرِ الْجُهُودِ، وَإِيجَادِ تَنْسِيقٍ مُشْتَرَكٍ لاِجْتِثَاثِ التَّطَرُّفِ ، انْطِلاَقًا مِنْ مَبَادِئِ شَرْعِنَا الْحَنِيفِ الَّذِي يَرْفُضُ الغُلُوَّ والتَّطَرُّفَ بِكُلِّ صُوَرِهِ وَأَشْكَالِهِ جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً. 

عباد الله : ينبغي على المسلمين أن يأخذوا حذرهم من عدوهم دائما وأبدا فإنهم يتربصون بهم الدوائر، ولئن كان الغزو العسكري من قبلهم قد تراجع بسبب المعهادات الدولية إلا أن كيدهم للإسلام لا زال مستمرا، قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ" وقال سبحانه " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " 

والإسلام وإن أمرنا بعقد السلم معهم متى ما طلبوه أو احتاجه المسلمون إلا أنه يأمرنا بأخذ الحذر منهم، ويحثنا على عدم موالاتهم الموالاة التي تقتضي محبتهم ونصرتهم قال تعالى : " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" وقال سبحانه :" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" 

الإسلام وإن كان يأمرنا بالتسامح مع المسالمين منهم كما في قوله تعالى : "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" إلا أن من أعظم مقاصده في التعامل معهم مخالفتهم فيما يختصون به من عبادات ومعاملات ، روى الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مِنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لَا تَشَبَّهوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى"

ولكن يوجد من بني جلدتنا من ينادي بالاندماج معهم لدرجة الانسلاخ من الشخصية الإسلامية ومن أحكام الشرع بحجة التطور والتقدم ، والتسامح العالمي، والفكر التنويري القائم على استيراد مبادئهم وإلباسها لباس الدين ليسهل عليهم نشرها بين المسلمين، فهؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالى :" فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ" فعلى المسلم أن يعرف دينه حق المعرفة أن يعتز به وبشعائره وأحكامه، وأن لا يغتر بمثل هذه الشعارات من بعض المفكرين، فالعزة الحقيقية في الالتزام الشرع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق