الخميس، 29 يناير 2015

خطبة جمعة : فاعتبروا يا أولي الأبصار

الخطبة الأولى : أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنَا بِالاِتِّعَاظِ وَالتَّفَكُّرِ، وَالاِعْتِبَارِ وَالتَّدَبُّرِ، فَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ:( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ). أَيِ: اتَّعِظُوا يَا أَصْحَابَ الْعُقُولِ وَالأَلْبَابِ. وَضَرَبَ لَنَا الأَمْثَالَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، لِتَكُونَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ، فَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ:( وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ). وَقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ، وَأَحْدَاثِ السَّابِقِينَ، لِنَقِفَ عَلَى مَا فِيهَا مِنْ دُرُوسٍ وَعِظَاتٍ، وَعِبَرٍ وَآيَاتٍ، فَقَالَ تَعَالَى:( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: لِلْمُؤْمِنِ أَرْبَعُ عَلَامَاتٍ: كَلَامُهُ ذِكْرٌ، وَصَمْتُهُ تَفَكُّرٌ، وَنَظَرُهُ عِبْرَةٌ، وَعِلْمُهُ بِرٌّ " فَهَنِيئًا لِمَنْ تَفَكَّرَ وَاعْتَبَرَ، وَتَذَكَّرَ وَاتَّعَظَ.

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ مِنَ الاِعْتِبَارِ أَنْ يَتَفَكَّرَ الإِنْسَانُ فِيمَا صَدَرَ مِنْهُ فِي يَوْمِهِ وَأَمْسِهِ، فَإِنْ وَجَدَ خَيْرًا حَافَظَ عَلَيْهِ وَاسْتَزَادَ مِنْهُ، وَإِنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ بَادَرَ إِلَى عِلاَجِهِ وَتَصْحِيحِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ).

فَالْعَاقِلُ فِي تَفَكُّرٍ دَائِمٍ، لِلرُّقِيِّ بِالنَّفْسِ، وَالاِسْتِزَادَةِ مِنَ الْخَيْرَاتِ وَفِعْلِ الصَّالِحَاتِ، قَالَ تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). فَدَوَامُ التَّفَكُّرِ سَبَبٌ لإِزَالَةِ الْعُيُوبِ، وَتَكْمِيلِ النَّقْصِ، وَمُحَاسَبَةِ النَّفْسِ، وَلِذَلِكَ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا.

أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: وَمِنْ وُجُوهِ الاِعْتِبَارِ أَنْ يَعْتَبِرَ الإِنْسَانُ بِغَيْرِهِ، فَيَسْتَفِيدَ مِمَّا اسْتَفَادَ مِنْهُ غَيْرُهُ، وَيَتَجَنَّبَ مَا أَخْطَأَ فِيهِ أَوْ تَضَرَّرَ مِنْهُ، وَيَتَعَلَّمَ مِمَّا يَدُورُ حَوْلَهُ، يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ.

وَمِنْ صُوَرِ ذَلِكَ أَنْ يَنْظُرَ الإِنْسَانُ فِيمَا عِنْدَ غَيْرِهِ مِنَ الْخِصَالِ، فَيَقْتَدِيَ بِأَحْسَنِهَا، وَيَبْتَعِدَ عَنْ سَيِّئِهَا، وَإِنْ أَعْجَبَهُ مِنْ غَيْرِهِ فِعْلٌ جَمِيلٌ زَيَّنَ نَفْسَهُ بِهِ، أَوْ خُلُقٌ كَرِيمٌ سَارَعِ إِلَيْهِ، أَوْ عِلْمٌ نَافِعٌ أَخَذَ بِهِ، أَوْ تَجْربَةٌ نَاجِحَةٌ اسْتَفَادَ مِنْهَا، يَقُولُ الْحَقُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي وَصْفِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ:( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُو الْأَلْبَابِ).

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَمِنْ وُجُوهِ التَّفَكُّرِ وَالاِعْتِبَارِ: التَّأَمُّلُ فِي بَدِيعِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالتَّفَكُّرُ فِي عَجَائِبِ صُنْعِهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدِ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي». قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ، قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ -أَيْ ثَوْبَهُ- ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:« أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا:( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ)».

عباد الله : ومن وجوه التفكر والاعتبار النظر في أحوال أهل الكفر و المعاصي والسيئآت، الذين تجرأوا على رب الأرض والسموات، كيف عاجلهم الله بالعقوبات، مع ما ينتظرهم من العذاب الأليم قال سبحانه : " فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ "  

جماعة المسلمين : ومن وجوه التفكر والاعتبار النظر في عواقب الفتن وما تجره على الإسلام والمسلمين من ويلات ومصائب، فَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: جَاءَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فِي حَاجَةٍ، فَقُلْنَا: اجْلِسْ حَتَّى نَطْلُبَ لَكَ حَاجَتَكَ فَجَلَسَ، فَقَالَ: عَجِبْتُ لِقَوْمٍ مَرَرْتُ بِهِمْ يَتَمَنَّوْنَ الْفِتَنَ، يَزْعُمُونَ لَيُبْلِيَنَّهُمُ اللَّهُ فِيهَا مَا أَبْلَى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  يَقُولُ:« إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ»

وإن الناظر في التاريخ الغابر ليرى أثر الفتن رأي عين، فالعاقل من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ به غيره.

ولقد ذكر لنا التاريخ جملة من الثورات التي وقعت في بلاد المسلمين، خرجوا للمطالبة بالحريات والمشاركة في الحكم والسياسات، فما حصدوا إلا القتل والدمار.

من أولى الثورات التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها ما وقع زمن عثمان رضي الله عنه، إذ خرجوا عليه ناقمين عليه سياسته، فتمالؤوا عليه واجتمعوا من كل مصر وبلد، فدخلوا مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وحاصروا بيت الخليفة وأمروه أن يخلع نفسه من الخلافة، ومنع من الخروج للصلاة بل ومن جلب الماء، وبعد أربعين يوما وفي شهر ذي الحجة الحرام تسوروا عليه بيته فقتلوه وهو واضع المصحف بين يديه.
فما هي النتائج التي تحصلت لهم من ثورتهم ؟
قتل خير أهل الأرض ذلكم الزمان، وانتهكت حرمات المدينة، وانتهك الشهر الحرام ذو الحجة، واضطربت أمور المسلمين واختل أمنهم، وبدأت على إثر ذلك سلسلة من الثورات والفتن لم تنته إلى يومنا هذا.

وفي زمن علي رضي الله عنه وقعت معركة الجمل، وعجز العقلاء من الصحابة عن إيقافها، قال ابن تيمية رحمه الله : " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء، فصار الأكابر رضي الله عنهم عاجزين عن إطفاء الفتنة وكفِّ أهلها، وهذا شأن الفتن كما قال تعالى : " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" وقتل في هذه الفتنة الكثير من المسلمين.
ثم ما لبث أن ثار الخوارج فقاتلهم علي رضي الله عنه  فقتلهم.

وفي سنة إحدى وثمانين للهجرة خرج قائد جيش الحجاج عبد الرحمن ابن الأشعث على الحجاج بسبب ظلمه وطغيانه، ثم طالب بخلع الخليفة، قال ابن كثير في البداية والنهاية : "وتفاقم الأمر وكثر متابع ابن الأشعث على ذلك ، واشتد الحال وتفرقت الكلمة جدا ، وعظم الخطب واتسع الخرق" واقتتل جيش ابن الأشعث مع الحجاج فماذا كانت النتيجة؟
أن فرّ ابن الأشعث إلى بلاد الروم ثم مات منتحرا، وقتل من جيشه ما يزيد على مائة وثلاثين ألف رجل من المسلمين، واختل الأمن، وافتتن الناس ، قال الحجاج للشعبي رحمه الله: كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي ؟ قال: أصلح الله الامير، قد اكتحلت بعدك السهر، واستوعرت السهل، واستوخمت الجناب، واستجلست الخوف، واستحليت الهم، وفقدت صالح الاخوان، ولم أجد من الامير خلفا.

ومن الثورات والفتن التي فيها عبر وعظة ما وقع زمن إمرة الحكم بن هشام الداخل الأموي، إذ كثر العلماء وطلبة العلم، قال المؤرخ الذهبي في سير أعلام النبلاء:" فلما أراد الله فناءهم عز عليهم انتهاك الأمير للحرمات .. فجيشوا ليخلوه، وجرت بالندلس فتنة عظيمة على الإسلام وأهله " فما هي النتيجة ؟
قتل ما يزيد عن أربعين ألفا من المسلمين، وسجن آخرون، وهرب الباقي، وهدمت ديارهم ومساجدهم .

أحداث جسام ينظر فيها العاقل فيتعظ وبعتبر، وتمر على الغافل كسحاب صيف،  لا تؤثر فيه.

فَاللُهَمَّ أَعِنَّا عَلَى التَّفَكُّرِ وَالاِعْتِبَارِ، وَارْزُقْنَا حُسْنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، ووَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ "


الخطبة الثانية : جماعة المسلمين : العاقل الفطن اللبيب من نظر في عواقب الأمور ومآلات الأفعال، فلا يقدم على ما يندم عليه، خصوصا إذا رأى آثاره رأي عين، في زماننا لم يعتبر الناس بتلكم الأحداث والفتن، فخرجوا في ثورات أطلقوا عليها ثورات الربيع العربي، كانت نتيجتها كنتيجة سابقتها، فسفكت الدماء ولا زالت، وانتهكت الأعراض، ويتم الأطفال، ورمل والنساء، واستبدل الأمن بالخوف، والراحة بالنصب.
فلا بحقوق امتازوا، ولا بنصر حققوا، وإنما هي الذلة والمهانة .

قال ابن تيمية رحمه الله : وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير ..وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يُغلبوا، ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة .. فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا. والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا " ا.هـ

فاتقوا الله يا عباد الله في أنفسكم واعبدوا ربكم وأطيعوه، واسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله أمركم، واشكروا ربكم على ما أنتم فيه من النعم، فبالشكر تزيد وتفيض، وبالبطر تنقص وتزول، وإن رأيتم ما لا يرضيكم وترون أن فيه هضما لحقوقكم فاصبروا وأرجعوا سبب ذلك إلى ذنوبكم وما اكتسبتموه من الآثام فـ " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "  وأقيموا للسلطان عذره لانتشار الأمور عليه وكثيرة ما يكابده من ضبط أمور الدولة ومدافعة الأعداء، وكثرة الكاذبين والمنافقين .


هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلىالله عليه وسلم :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق