الخميس، 5 فبراير 2015

خطبة جمعة : صنائع المعروف

الخطبة الأولى : جماعة المسلمين قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " يأمر الله عباده المؤمنين الذين يرجون الفلاح في الدارين بعبادته والتقرب إليه، وذلك بفعل ما أمر ، وخص الصلاة بالذكر لعظم شأنها وعلو قدرها ، فمن حافظ عليها كان لما سواها أحفظ، ثم أمر بفعل الخيرات والتقرب إليه بالطاعات ففي ذلك تحصيل لأعلى الدرجات، وتحقيق لعبودية رب الأرض والسموات.

وقد أمرنا الله بالاستعداد للقائه بعمل الخير والتزود منه لذلك اليوم فقال : "وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ " 

والمراد بالخير في الآية كل ما حث عليه الله عز وجل وشرعه من الأقوال والأعمال الواجبة والمستحبة، وقد أمرنا الله بالمسارعة في فعلها والتنافس في تحصيلها فقال تعالى "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" ، وبفعل الخيرات والطاعات ينال العبد محبة ربه ويكون من أوليائه المتقين قالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِى بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بَهَا وَلَئِنْ سَأَلَنِى عَبْدِى أَعْطَيْتُهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ).

والمسارعة إلى فعل الخيرات من صفات المرسلين قال تعالى : إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ " 
جماعة المسلمين : إن الله تعالى قد فتح لنا أبوابا للخير كثيرة بحسب قدرتنا وطاقاتنا، ولن يعجز أحد أن يكون مبادرا إلى الإحسان والنفع كل في مكانه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ ). قَالُوا : فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ :( فَيَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ ). قَالُوا : فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ :(فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ ). قَالُوا : فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ :( فَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ أَوْ قَالَ بِالْمَعْرُوفِ ). قَالُوا : فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ :( فَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ ) رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ  .

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ كَثِيرَةٌ، فَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ مَعْرُوفٌ، وَكَفُّ الأَذَى عَنِ النَّاسِ مَعْرُوفٌ، وَبَذْلُ شَتَّى أَنْوَاعِ الْخَيْرِ إِلَى الآخَرِينَ مَعْرُوفٌ، قَالَ نَبِيُّنَا الْكَرِيمُ صلى الله عليه وسلم فِي بَيَانِ بَعْضِ صُوَرِهِ : «لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا... وَلَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ مِنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْطَلِقٌ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ، وَلَوْ أَنْ تُؤْنِسَ الْوَحْشَانَ فِي الْأَرْضِ». والْوَحْشَانُ هُوَ الَّذِي يَشْعُرُ بِالْوَحْشَةِ فَتُؤْنِسُهُ بِالْقَوْلِ الْجَمِيلِ

ومن صنائع المعروف ذات الأجر العظيم نفعُ الناس وقضاءُ حوائجهم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ  مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ " 

حديثٌ عظِيم تضمَّن ما يورِث حبَّ الله وحبَّ الخلق وما بِه تشيعُ روحُ الأخوّة بين المسلمين وتقوَى العلاقاتُ معه بين المؤمنين. حديثٌ جليل تضمَّن من مبادئ الأخلاق أعلاها، ومِن قيَم الآداب أرفعَها، ومِن معالي المحاسِن أزكاها، ومِن محاسِنِ الشمائل أرقاها. توجيهاتٌ تزكو بها النفوس وتصلح بها المجتمعاتُ وتسعَد بها الأفراد والجماعات قِيَم اجتماعيّةٌ لم يشهد التاريخُ لها مثيلاً، ومبادِئُ حضاريّة لم تعرف البشريّة لها نظيرًا، ذلكم أنها توجيهاتُ من لا يصدر عن الهوى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى

وَمِنْ صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا النَّاسُ الْيَوْمَ إِظْهَارُ الدِّينِ فِي سَمَاحَتِهِ وَنَقَائِهِ كَمَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم فَأَجْمَلُ مَعْرُوفٍ يُقَدِّمُهُ الإِنْسَانُ لِنَفْسِهِ وَدِينِهِ وَوَطَنِهِ أَنْ يُظْهِرَ جَانِبَ الْمَعْرُوفِ فِي هَدْيِ شَرِيعَتِنَا السَّمْحَاءِ.

 وَمِنْ أَنْوَاعِ الْمَعْرُوفِ التَّعَامُلُ مَعَ النَّاسِ بِالأَخْلاَقِ الْعَالِيَةِ وَالْمُعَامَلَةِ الرَّاقِيَةِ، فَالْمُوَظَّفُ الَّذِي يُحْسِنُ إِلَى النَّاسِ وَهُوَ يُؤَدِّي عَمَلَهُ فَقَدْ قَدَّمَ الْمَعْرُوفَ لِنَفْسِهِ وَمُجْتَمَعِهِ وَوَطَنِهِ، وَمَنْ زَارَ مَرِيضًا وَوَاسَاهُ، أَوْ تَبَرَّعَ بِدَمٍ، أَوْ تَطَوَّعَ بِعَمَلِهِ، أَوْ أَدَّى عَنْ فَقِيرٍ حَاجَتَهُ، أَوْ قَضَى عَنْ مَدْيُونٍ دَيْنَهُ، أَوْ كَفَّ الأَذَى عَنْ أُسْرَتِهِ أَوْ عَنْ مُجْتَمَعِهِ فَقَدْ سَاهَمَ فِي الْمَعْرُوفِ، وَمَنْ تَبَرَّعَ بِمَا يَسْتَطِيعُ لِبِنَاءِ مَسْجِدٍ، أَوْ كَفَالَةِ يَتِيمٍ، أَوْ رِعَايَةِ أُسْرَةٍ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ للهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا , نَزَعَهَا مِنْهُمْ , فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ "

فَاللُهَمَّ أَعِنَّا عَلَى صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرَاتِ يَا رَحْمَنُ

الخطبة الثانية : أَيُّهَا المسلمون: إِنَّ لِصَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ آدَابًا تَجْدُرُ مُرَاعَاتُهَا، لِكَيْ يَفُوزَ صَاحِبُهَا بِحُسْنِ عَوَاقِبِهَا، وَجَمِيلِ ثِمَارِهَا، فَمِنْهَا: احْتِسَابُ الأَجْرِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، فَلا يَنْتَظِرُ صَاحِبُ الْمَعْرُوفِ مُقَابِلاً مِنَ النَّاسِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَلا مُكَافَأَةً عَلَى مَعْرُوفِهِ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي وَصْفِ عِبَادِهِ الأَبْرَارِ : " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ،إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا " 

وَقَدْ تَكَفَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِإِثَابَةِ مَنْ بَذَلَ مَعْرُوفًا وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا، وَوَعَدَ عَلَيْهِ بِمُضَاعَفَةِ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ، فَقَالَ تَعَالَى :"إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا" 

أَيُّهَا النّاس: إِنَّ لِصَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ ثَمَرَاتٍ كَثِيرَةً، فَهِيَ تَشْرَحُ الصُّدُورَ، وَتَزِيدُ فِي الأُجُورِ، وَتَصْرِفُ البَلاءَ، وَهِيَ سَبَبٌ لِنَيْلِ مَغْفِرَةِ اللهِ تَعَالَى وَرِضْوَانِهِ، وَالفَوْزِ بِنَعِيمِهِ وَجِنَانِهِ، يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُتِيَ اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: يَا رَبِّ آتَيْتَنِي مَالَكَ، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكَانَ مِنْ خُلُقِي الْجَوَازُ، فَكُنْتُ أَتَيَسَّرُ عَلَى الْمُوسِرِ-أَيِ الْغَنِيِّ- وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، أَيْ أُمْهِلُهُ، فَقَالَ اللَّهُ: أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي». 

فَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَكُونَ الْمُسْلِمُ فِي مُجْتَمَعِهِ نَاشِرًا لِلْخَيْرِ، صَانِعًا لِلْمَعْرُوفِ، فَإِنَّهُ بِذَلِكَ يُؤَلِّفُ بَيْنَ الْقُلُوبِ، وَيَنَالُ مَرْضَاةَ عَلاَّمِ الْغُيُوبِ، وَسَيَجِدُهُ فِي صَحِيفَتِهِ مَكْتُوبًا، وَفِي سِجِلِّهِ مَحْفُوظًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ" وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ". 

وَفِي صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ حِفْظٌ لِلأَوْلاَدِ وَالذُّرِّيَّةِ، وَوِقَايَةٌ لَهُ وَلَهُمْ مِنَ السُّوءِ وَالْفِتَنِ، فَقَدْ قَيَّضَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ نَبِيَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَالْخَضِرَ لِخِدْمَةِ غُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ، فَبَنَيَا لَهُمَا الْجِدَارَ لِيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا، وَذَلِكَ لِصَلاَحِ أَبِيهِمَا، قَالَ تَعَالَى: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً". وَلاَ يُعْرَفُ صَلاَحُ الْمَرْءِ حَتَّى يَكْثُرَ مَعْرُوفُهُ. 

وفي صنائع المعروف وقاية من مصارع السوء ومن البلايا والمحن ، قال صلى الله عليه وسلم:صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ , وَالْآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ" 

فالموفق من وفقه الله للعمل بطاعته في هذه الدنيا قبل الموت، فإن العبد عند موته لا يتمنى إلا عمل الصالحات ليزداد من الأجور وينجو من حر القبور، قال تعالى : "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ،لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ"

هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا على كتابة الخطب
    أتابعك دائما وأستفيد منها

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا على كتابة الخطب
    أتابعك دائما وأستفيد منها

    ردحذف