الخميس، 26 فبراير 2015

خطبة جمعة معالم وسطية الإسلام

الخطبة الأولى : لَقَدِ امْتَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أُمَّةِ الإِسْلاَمِ فَجَعَلَهَا أُمَّةً وَسَطًا، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).  فَخَصَّهَا بِأَكْمَلِ الشَّرَائِعِ وَأَقْوَمِ الْمَنَاهِجِ وَأَوْضَحِ السُّبُلِ، فَالْوَسَطِيَّةُ مَزِيَّةٌ كُبْرَى، وَفَضِيلَةٌ عُظْمَى، وَقَدْ أَوْصَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِاتِّبَاعِ النَّهْجِ الْمُعْتَدِلِ، وَسُلُوكِ الطَّرِيقِ الأَوْسَطِ، وَهُوَ الأَفْضَلُ، فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَطَّ خَطًّا، وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَمِينِهِ، وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْخَطِّ الْأَوْسَطِ، فَقَالَ:« هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ». ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ). فَسَبِيلُ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ الدِّينُ الَّذِي أَنْزَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، مُشْتَمِلاً عَلَى الْوَسَطِيَّةِ وَالسَّمَاحَةِ، يَقُولُ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم:« أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ». أَيْ: الَّتِي لاَ حَرَجَ فِيهَا وَلاَ تَضْيِيقَ، وَالْوَسَطِيَّةُ سِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ الْمُتَّقِينَ الأَبْرَارِ، وَصِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ الأَئِمَّةِ الأَخْيَارِ، يَقُولُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: عَلَيْكُمْ بِالنَّمَطِ الْأَوْسَطِ -أَيِ الطَّرِيقِ الْأَوْسَطِ- فَإِلَيْهِ يَنْزِلُ الْعَالِي، وَإِلَيْهِ يَرْتَفِعُ النَّازِلَ.

وحقيقة الوسطية في الشرع أنها عدل ووسط بين متناقضين، بين الإفراط والتشدد، وبين التفريط والتساهل، قال عمر بن عبد العزيز : وقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فغلوا، وغنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم " ، وقال الحسن البصري : سنتكم والله الذي لا إله إلا هو بينهما : بين الغالي والجافي " ، وقال ابن القيم وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان : إما إلى تفريط وإضاعة وإما إلى إفراط وغلو ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه كالوادي بين جبلين والهدى بين ضلالتين والوسط بين طرفين ذميمين فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له فالغالي فيه مضيع له هذا بتقصيره عن الحد وهذا بتجاوزه الحد"

ولا يحكم على الشيء في الشرع بأنه وسط إلا بأمرين : الأول : أن تدل أدلة الشرع على مشروعيته جملة أو تفصيلا ، فإن كان مخالفا للشرع فليس من الوسطية ولو رآه الناس وسطا.
ثانيا: أن يكون في تطبيقه تحقيقا لمصالح الأمة ودفعا للمفاسد عنها، لأن المقصد الأعظم من التشريع هو جلب المنافع وتكثيرها ودفع المفاسد أو تقليلها.

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ لِلْوَسَطِيَّةِ سِمَاتٍ كَثِيرَةً، وَمَعَالِمَ عَدِيدَةً، وإن من أعظم معالمها أن جميع شرائع الدين مبنية على الوسطية والاعتدال، بعيدة عن الغلو والتعقيد ، قال ابن كثير : " ولما جعل الله هذه الأمة وسطا خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح  المذاهب كما قال تعالى : " هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ "

ومن معالم وسطية أمة الإسلام أن هذه الأمة وسط بين الأمم السابقة جميعها ، وقد أشار الله إلى ذلك في عدد من سور القرآن ومنها سورة الفاتحة ، قال تعالى : " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " فقسم الله الناس إلى ثلاث طوائف : المنعم عليهم ، والمغضوب عليهم وهم اليهود، والضالون وهم النصارى .

فاليهود الضالون عندهم إفراط من جهة علمهم وعدم عملهم، والنصارى الضالون عملوا بجهل، وأما المنعم عليهم فهم وسط بين أهل الإفراط والتفريط فعلموا وعملوا، بوب البخاري في صحيحه فقال: باب العلم قبل القول والعمل ثم استدل بقوله تعالى : " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ " .

ومن معالم وسطية الإسلام التَّيْسِيرُ وَرَفْعُ الْحَرَجِ، فَالْيُسْرُ قَرِينُ الْوَسَطِيَّةِ وَالاِعْتِدَالِ، فكل حكم ثابت في الشرع فهو دليل على وسطية هذه الشريعة، سواء علمنا الحكمة منه أو لم نعلم، قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " ، فأحكام الإسلام بنيت على اليسر والرحمة قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ). وجاءت التكليفات خالية من المشقة الخارجة عن المعتاد قال تعالى : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " ، ومن قواعد الشرع الكلية أن المشقة تجلب التيسير، ومتى ضاق الأمر اتسع .

وَقَدْ أَوْصَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالتَّيْسِيرِ، وَنَهَانَا عَنِ التَّعْسِيرِ فِي نُصُوصٍ كَثِيرَةٍ،فقال صلى الله عليه وسلم :« يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا». وَتَوَعَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَدِّدِينَ فقال:« هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ». كرَّرها ثَلَاثًا.

جماعة المسلمين: إِنَّ الْوَسَطِيَّةَ مَبْدَأٌ جَمِيلٌ، يُرَبِّي النُّفُوسَ عَلَى أَرْقَى الْقِيَمِ وَأَسْمَاهَا، وَالاِرْتِقَاءِ بِالنَّفْسِ نَحْوَ الأَخْلاَقِ الْعَلِيَّةِ، وَتَرْكِ الْغَضَبِ وَالاِنْتِقَامِ، وَتَغْلِيبِ جَانِبِ الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنينَ). وَالْوَسَطِيَّةُ جَمَالٌ فِي التَّعَامُلِ، وَرُقِيٌّ فِي السُّلُوكِ، تَحُثُّ صَاحِبَهَا عَلَى اخْتِيَارِ أَنْسَبِ الْكَلِمَاتِ، وَأَلْيَقِ التَّصَرُّفَاتِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا).
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ صُوَرَ الْوَسَطِيَّةِ تَشْمَلُ جَمِيعَ مَنَاحِي الْحَيَاةِ، وَمِنْهَا: الاِعْتِدَالُ فِي الإِنْفَاقِ، وَالاِبْتِعَادُ عَنِ الإِسْرَافِ وَالإِقْتَارِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) وَقَالَ سُبْحَانَهُ:( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا)، فَالاِقْتِصَادُ فِي الإِنْفَاقِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْمَوَارِدِ، وَتَرْشِيدُ الاِسْتِهْلاَكِ، وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى الثَّرَوَاتِ مِنْ تَمَامِ الْوَسَطِيَّةِ وَالاِعْتِدَالِ.

أَيُّهَا المسلمون: وَلاَ تَقْتَصِرُ الْوَسَطِيَّةُ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَحَسْبُ، بَلْ تَشْمَلُ التَّعَامُلَ مَعَ النَّاسِ جَمِعيًا، بِالْبِرِّ بِهِمْ، وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

عباد الله: إِنَّ التَّمَسُّكَ بالوسطية يَقْتَضِي تَرْكَ الْغُلُوِّ وَالتَّشَدُّدِ، وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ مِنْ جُرْأَةٍ فِي التَّكْفِيرِ، وَاسْتِبَاحَةٍ لِلدِّمَاءِ، وَلْيَعْلَمِ الْمُتَشَدِّدُونَ أَنَّهُمْ بَعِيدُونَ عَنْ رُوحِ الإِسْلاَمِ وَسَمَاحَتِهِ، مُخَالِفُونَ لِوَسَطِيَّتِهِ وَنَقَائِهِ، كَيْفَ لاَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُنَا صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ». وَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من تكفير المسلمين بغير وجه حق شرعي صحيح  فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:« مَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ». وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :مَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ " ، بل قد جعل النبي صلى الله عليه وسلم تكفير المؤمن كقتله، فعند البخاري ومسلم من حديث  ثَابِت بْن الضَّحَّاكِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « َمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ»
قال الشوكاني رحمه الله : " والأدلة الدالة على وجوب صيانة عرض المسلم واحترامه تدل بفحوى الخطاب على تجنب القدح في دينه بأي قادح فكيف إخراجه عن الملة الإسلامية إلى الملة الكفرية فإن هذه جناية لا تعدلها جناية وجرأة لا تماثلها جرأة "

وعظُم الخطب لما رفع راية التكفير من انتسب للقرآن والسنة، وهو من أبعد الناس عنها، كالخوارج الذين كفروا المسلمين واستحلوا دماءهم، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بوقوع ذلك فقال : « إِنَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ، وكان رِدْءاً لِلْإِسْلَامِ غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ». قيل: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الْمَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قال:« بَلِ الرَّامِي».
قال ابن تيمية : " وَلِهَذَا يَجِبُ الِاحْتِرَازُ مِنْ تَكْفِيرِ الْمُسْلِمِينَ بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا فَإِنَّهُ أَوَّلُ بِدْعَةٍ ظَهَرَتْ فِي الْإِسْلَامِ فَكَفَّرَ أَهْلُهَا الْمُسْلِمِينَ وَاسْتَحَلُّوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ "

فَاللُهَمَّ وَفِّقْنَا لِلتَّمَسُّكِ بِطَرِيقِ الْوَسَطِيَّةِ، وَأَعِنَّا عَلَى التَّحَلِّي بِالأَخْلاَقِ الزَّكِيَّةِ

الخطبة الثانية : عباد الله : ومن معالم وسطية الإسلام وسطية هذا الدين حتى في تعامله مع غير المسلمين، ومن مظاهر ذلك: حث الإسلام على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام بالتي هي أحسن ، قال تعالى : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ "
وحث على بر الوالدين إن كانا كافرين فقال تعالى : " وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا "
كما حث الإسلام على حسن التعامل مع غير المسلمين حال كونهم مسالمين قال تعالى : " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "
وحرم الاعتداء على المعاهدين والمستأمنين منهم وهم في بلاد الإسلام: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» ، وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
و تتجلى وسطية الإسلام في حالة الحرب معهم في أسمى معانيها، فإن حربنا مع عدونا تقوم على الأخلاق والمبادئ السامية، فأمرنا الإسلام بعدم نقض العهود معهم، وعند إرادة حربهم أن نعلمهم بإنهاء العهد قال تعالى : " وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ "
وكَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَليهِ وسَلم إِذَا أَمَّرَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى الله, وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا, وَقَالَ: اغْزُوا بِسْمِ الله، وَفِي سَبِيلِ الله, قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ, اغْزُوا وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا.
هذه بعض معالم وسطية الإسلام، التي تدل على كماله وسماحته ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق