الخميس، 16 أكتوبر 2014

خطورة الفتن وتأثيرها على الشباب

الخطبة الأولى : جماعة المسلمين : اعلموا رحمكم الله أن الله خلق الخلق وابتلاهم قال تعالى:الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " فبه يظهر الصادق من الكاذب، والسعيد من الشقي قال سبحانه : أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ،وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" واقتضت حكمة الباري سبحانه وتعالى أن دار السلام وهي الجنة لا تنال إلا بعد الِابْتِلَاء والامتحان وَالصَّبْر وَالْجهَاد وأنواع الطَّاعَات قال تعالى : " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ " ، وإنما يبتلى العبد على قدر دينه وإيمانه ، فعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً , قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ , ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ حَتَّى يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ , فَإِنْ كَانَ صَلْبَ الدِّينِ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ , وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ , أَوْ قَدْرِ ذَلِكَ , فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى الْأَرْضِ , وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "

والابتلاء قد يقع في أمور الدين وفي أمور الدنيا، وفي الشبهات وفي الشهوات، والسلامة يوم القيامة لا تتحقق إلا بالسلامة من آثار هذا الابتلاء قال تعالى : يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ،إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " والقلب السليم هو الذي سَلِمَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ تُبْعِدُهُ عَنِ اللَّهِ، وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ تُعَارِضُ خَبَرَهُ ومن كُلِّ شَهْوَةٍ تُعَارِضُ أَمْرَهُ، وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ إِرَادَةٍ تُزَاحِمُ مُرَادَهُ، وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ قَاطِعٍ يَقْطَعُ عَنِ اللَّهِ، وَلَا تَتِمُّ للقلب سَلَامَتُهُ مُطْلَقًا حَتَّى يَسْلَمَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ: مِنْ شِرْكٍ يُنَاقِضُ التَّوْحِيدَ، وَبِدْعَةٍ تُخَالِفُ السُّنَّةَ، وَشَهْوَةٍ تُخَالِفُ الْأَمْرَ، وَغَفْلَةٍ تُنَاقِضُ الذِّكْرَ، وَهَوًى يُنَاقِضُ التَّجْرِيدَ وَالْإِخْلَاصَ، فَهَذِهِ الْخَمْسَةُ حُجُبٌ عَنِ اللَّهِ، وَتَحْتَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ، تَتَضَمَّنُ أَفْرَادًا لَا تَنْحَصِرُ، وَلِذَلِكَ اشْتَدَّتْ حَاجَةُ الْعَبْدِ بَلْ ضَرُورَتُهُ، إِلَى أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَهُ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ في كل صلاة يصليها، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحْوَجَ مِنْهُ إِلَى هَذِهِ الدَّعْوَةِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا.

وإن من أعظم الابتلاءات والفتن والمحن التي يواجهها المسلم الابتلاء في الدين، فإن الدين هو روح العبد وسعادته، فإذا فقده فقد الخير كله، ولأجل ذلك كان صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يحفظ له دينه وأن يثبته عليه إلى أن يلقاه، فكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه : «اللَّهمَّ أَصْلِح لي ديني الذي هو عِصْمَةُ أمري، وأصَلِح لي دُنيَايَ التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعَل الحياة زيادة لي في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحة لي من كل شَرٍّ»  وَكَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "يَا مُقّلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ"

وأثر الفتن على الدين عظيم جدا إذ قد يخرج الرجل من دينه بسببها قال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ خَلَاقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا" ، قال الحسن البصري وهو ممن عاصر بعض الفتن وأصحابها : وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْنَاهُمْ صُوَرًا وَلَا عُقُولَ، أَجْسَامًا وَلَا أَحْلَامَ، فَرَاشَ نَارٍ وَذِبَّانَ طَمَعٍ، يَغْدُونَ بِدِرْهَمَيْنِ، وَيَرُوحُونَ بِدِرْهَمَيْنِ، يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دَيْنَهُ بِثَمَنِ الْعَنْزِ"

فإذا وقت الفتنة خصوصا فتن الدين- فلا تنفع العقول ويضيع الدين، ويصبح الحليم حيرانا، عن حذيفة رضي الله عنه قال : " ما الخمر صرفا بأذهب بعقول الرجال من الفتنة " ، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا " أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ ". قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ ". قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ  الْآنَ. قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ ". قَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ ومَعَنَا عُقُولُنَا ‍‍‍؟ قَالَ: " لَا. إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكُم  الزَّمَانِ حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ "

ولا تزال الفتن في ازدياد وظهور حتى تسوق الناس إلى أعظم الفتن التي عرفتها البشرية إنها فتنة الدجال قال صلى الله عليه وسلم: " وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ، إِلَّا [تَتَّضِعُ] لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ"

جماعة المسلمين : إذا علمنا خطورة الفتن على المسلم فكيف نتجنبها ؟
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم العلاج بعد أن بين الفتن وجلاها، فمن المنجيات من الفتن التعوذ بالله منها والالتجاء إليه ليعصمك من الوقوع فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» فقال الصحابة: نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " .

ومن المنجيات من مهلكات الفتن اجتنابها وعدم المشاركة فيها ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي فِيهَا وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي إِلَيْهَا أَلَا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلَا غَنَمٌ وَلَا أَرْضٌ قَالَ يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي قَالَ يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ

ومن المنجيات من مهلكات الفتن التمسك بالسنة وترك البدع المحدثات ولزوم الجماعة والسمع والطاعة لولي أمر المسلمين قال صلى الله عليه وسلم: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله, وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ, وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا, فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي, وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمُحْدَثَاتِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ "



الخطبة الثانية : عباد الله من جملة الفتن التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخروجها وحذر منها فتنة الخوارج، وتكمن فتنهم في أنهم أهل عبادة وصلاح، فكلامهم معسول بالكتاب والسنة، وشعارهم الدين، وسماتهم العبادة، فيتغتر بهم من لا علم له بهم، ولكنهم كما قال صلى الله عليه وسلم كلاب النار، شر الخلق ، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَلَاقِيمَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ .
ومن سوء فتنهم أنها تحصد الشباب حدثاء الأسنان، صغار الأعمار، فيغرونهم حتى يتأثروا بشبهاتهم فيرون أنهم على الحق وغيرهم كفار على الباطل، ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج بأن منهم  الشباب الصغار الذين لا حكمة لديهم ولا حسن تدبير، بل تدفعهم العواطف، وتحركهم الحماسة، فروى البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ  "

فكم من والدين فجعا بخبر انضمام ولدهما لطوائف الخوارج، وكم منهم من فجع بسفر ولده وفلذة كبده إلى بلاد الفتن وأماكن الصراع، بحجة إقامة دولة الخلافة المزعومة، ورفع راية الإسلام .

شعارات حق أريد بها باطل كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما رفع الخوارج شعار " لا حكم إلا لله" فاستمالوا به قلوب الأغمار، وعقول الجهال، حتى كونوا جيشا قوامه ستة آلاف جندي، فقال علي : كلمة حق أريد بها باطل.

يا معاشر الشباب : الزموا سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم وهديه، فالسنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ..

يا معاشر الشباب لا تغتروا بشعارات الخوارج وأصحاب الرايات السود في زماننا فإنهم كلاب النار وشر الخلق توعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل فقال : لِأَن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثَمُود"

فالخوارج أهل غلو في الطاعة إذ قد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أكثر صلاة من الصحابة وأكثر قراءة للقرآن منهم، ومع ذلك توعدهم بالنار فقال : الخوارج كلاب النار" وها هو عبد الله بن عباس رضي الله عنه لما ذهب يناظر الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه قال في وصفهم: " فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ قَائِلُونَ فَإِذَا هُمْ مُسْهَمَةٌ وُجُوهُهُمْ مِنَ السَّهَرِ، قَدْ أَثَّرَ السُّجُودُ فِي جِبَاهِهِمْ كَأَنَّ أَيْدِيَهُمْ ثَفِنُ الْإِبِلِ " أي غليظة كركب الإبل من طول بروكها .

وها هو الإمام الآجري أبو بكر محمد بن الحسن يحذرنا من الاغترار بهم وهو المتوفى عام: 360 للهجرة يقول : لم يختلف العلماء قديما وحديثا أن الخوارج قوم سوء، عصاة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن صلوا وصاموا ، واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ، يظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وليس ذلك بنافع لهم ؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون ، ويموهون على المسلمين ، وقد حذرنا الله تعالى منهم ، وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم ، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده ، وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان ، والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس ، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديما وحديثا ، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين" ا.هـ
فاحذروهم يا رعاكم الله ..

يا شباب الإسلام : هل الإسلام الصحيح يحث على مبايعة مجهول لا يعرف إلا بكنيته مختبئ في الكهوف والجبال ؟

هل من الإسلام الصحيح قتل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟

هل من الإسلام الصحيح أن يخرج المجاهد وهو يحمل رؤوس من قتلهم بيده ؟

هل من الإسلام الصحيح  الخروج إلى الجهاد دون أذن والديك وأذن ولي أمرك ؟

الجواب : لا ، بل هي شبهات تلقى في قلوبكم فاحذروها ..

أيها الآباء اعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ تقدمونه لِلأَبْنَاءِ هو تَرْبِيَتُهُمْ تَرْبِيَةً حَسَنَةً، وَوِقَايَتُهُمْ مِمَّا يَضُرُّهُمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَيْ عَلِّمُوهُمْ وَأَدِّبُوهُمْ. وَاعْلَمُوا أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يَتَرَبَّصُ بِشَبَابِنَا لِيُغْرُوهُمْ بِالْخُرُوجِ عَنْ طَاعَةِ الْحَاكِمِ، وَالسَّفَرِ إِلَى مَوَاقِعِ الصِّرَاعِ وَالْفِتَنِ بَحْثًا عَنِ الشَّهَادَةِ، فَنَنْصَحُ الآبَاءَ أَنْ يُوَجِّهُوا أَبْنَاءَهُمْ وَيُبَيِّنُوا لَهُمْ أَنَّ هَذَا الْفَهْمَ خَاطِئٌ، فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنَ الأَعْدَاءِ
اغرسوا في أبنائكم عقيدة السمع والطاعة لولي الأمر، وأن ذلك من الإسلام
اغرسوا في أبنائكم حب الوطن الذي يعيشون فيه، وينعمون بالأمن والسكينة، فيعبدون الله ، ويعمرون الأرض .
واعلموا أن أفضل وسيلة لتحقيق الأمن الفكري في أبنائنا هو ربطهم بالله وبالعقيدة الصحيحة وبالعلماء الربانيين من أهل السنة والجماعة.



هناك تعليق واحد: