الخميس، 16 يوليو 2015

خطبة عيد الفطر 1436هـ

الخطبة الأولى: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
جماعة المسلمين: من النعم العظيمة على العبد أن يوفقه الله لإدراك شهر رمضان ، إذ به تزيد حسناته، وترتفع درجاته، ويستكمل أركان دينه، عن طلحة بن عبيد الله أَنَّ رَجُلَيْنِ أَسْلَمَا فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخِّرَ الآخَرُ بَعْدَ الْمَقْتُولِ سَنَةً ثُمَّ مَاتَ. قَالَ طَلْحَةُ: رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فِي الْمَنَامِ، فَرَأَيْتُ الآخَرَ مِنَ الرَّجُلَيْنِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الأَوَّلِ، فَأَصْبَحْتُ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِذَلِكَ فَبَلَغْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى بَعْدَهُ سِتَّة آلَاف رَكْعَة وَكَذَا كَذَا رَكْعَة " فقد دلت هذه القصة على فضيلة إدراك رمضان، فعلينا أن نشكر المنعم بأن نحسن في عباداتنا فنؤديها كما أمرنا سبحانه وتعالى، فننال شرف العبودية وعظيم الأجر والجزاء. 

والصائم موعود بفرحتين ينالهما جزاء عبادته، قال صلى الله عليه وسلم: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ " فهذا يوم الفرح والسرور بإكمال العبد لعبادة عظيمة يرجو ثوابها، وبقيت فرحة اللقاء بالرب الجليل الكريم، ليوفي العاملين أجرهم، وقد وعدهم به والله لا يخلف الميعاد. 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

أيها المسلمون : اعبدوا ربكم وأخلصوا له، فإنه حق الله عليكم أجمعين، ولذلك خلقكم، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) 

بإخلاص العبادة لله تعالى تتحقق للعباد السعادة في الدارين، أمنٌ وهدايةٌ في الدنيا وعند الموت وفي القبر ويوم الحساب والجزاء قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) 

بالتوحيد ونبذ الشرك يتحقق التمكين للعباد في البلاد، وبضده ينقلب الأمنُ خوفا، والسعادةُ شقاء، قال تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

وحقيقة التوحيد أن تفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة وأن لا تصرفها لمخلوق كائنا من كان، ولو كان ملكا مقربا، أو نبيا مرسلا، أو وليا صالحا، فمن صرف شيئا من العبادة لهم فقد أشرك،  قال تعالى : "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ "  ، وأبطل الله صرف شيء من العبادة لغيره وأخبر عن عجزهم عن جلب النفع لأنفسهم أو دفع الضر عنها فضلا عن غيرهم فقال : " وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ، إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ " 

ومن الشرك بالله دعاءُ غير الله تعالى وسؤالُهُ جلبَ المنافع ودفع المضار، كأن يتوجه للجن كما يفعل السحرة والكهان، وقد قال تعالى : "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا " ، أو يتوجه بذبحه ودعائه لقبر ولي صالح، والدعاء عبادة لا تصرف إلا لله قال صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة" 

ومن صور الشرك الذهاب للسحرة والعرافين وسؤالُهم علاجَ المس والعين أو جلب منفعة موهومة أو دفع مضرة، أو لطلب التفريق بين زوجين أو عملِ ما يزيد المحبة بينهم، فكله باطل محرم. قال تعالى : "وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ " وقال صلى الله عليه وسلم: -صلى الله عليه وسلم- قال « من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،  لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

أيها المسلمون : أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنَا بِالاِتِّعَاظِ وَالتَّفَكُّرِ، وَالاِعْتِبَارِ وَالتَّدَبُّرِ، فَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: ( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ). أَيِ: اتَّعِظُوا يَا أَصْحَابَ الْعُقُولِ وَالأَلْبَابِ. وَضَرَبَ لَنَا الأَمْثَالَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، لِتَكُونَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ، فَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ:( وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ). وَقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ، وَأَحْدَاثِ السَّابِقِينَ، لِنَقِفَ عَلَى مَا فِيهَا مِنْ دُرُوسٍ وَعِظَاتٍ، وَعِبَرٍ وَآيَاتٍ.

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْريُّ: لِلْمُؤْمِنِ أَرْبَعُ عَلَامَاتٍ: كَلَامُهُ ذِكْرٌ، وَصَمْتُهُ تَفَكُّرٌ، وَنَظَرُهُ عِبْرَةٌ، وَعِلْمُهُ بِرٌّ " فَهَنِيئًا لِمَنْ تَفَكَّرَ وَاعْتَبَرَ، وَتَذَكَّرَ وَاتَّعَظَ.

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ مِنَ الاِعْتِبَارِ أَنْ يَتَفَكَّرَ الإِنْسَانُ فِيمَا صَدَرَ مِنْهُ فِي يَوْمِهِ وَأَمْسِهِ، فَإِنْ وَجَدَ خَيْرًا حَافَظَ عَلَيْهِ وَاسْتَزَادَ مِنْهُ، وَإِنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ بَادَرَ إِلَى عِلاَجِهِ وَتَصْحِيحِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ). 

وَمِنْ وُجُوهِ الاِعْتِبَارِ أَنْ يَعْتَبِرَ الإِنْسَانُ بِغَيْرِهِ، فَيَسْتَفِيدَ مِمَّا اسْتَفَادَ مِنْهُ غَيْرُهُ، وَيَتَجَنَّبَ مَا أَخْطَأَ فِيهِ أَوْ تَضَرَّرَ مِنْهُ، وَيَتَعَلَّمَ مِمَّا يَدُورُ حَوْلَهُ، يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ.
وإن الناظر في التاريخ الغابر ليرى أثر الفتن رأي عين، فالعاقل من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ به غيره.

و الفتن في أول بروزها وبدوِّ ظهورها تشتبه على كثير من الناس، فيرى القبيح حسنا، والباطل حقا،  عن أي موسى الأشعري رضي الله عنه : «إنَّ الفتنة إذا أقبلت شبَّهت، وإذا أدبرت تبيَّنت» وقد بوب البخاري في صحيحه بابا فقال : بَاب الْفِتْنَة الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ عِنْدَ الْفِتَنِ 
الْحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةً                 تَسْعَى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ
حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا       وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيلِ
شَمْطَاءَ يُنْكَرُ لَوْنُهَا وَتَغَيَّرَتْ                مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ وَالتَّقْبِيلِ 

والفتنة إذا وقعت أصابت بشررها كل أحد  إلا من عصمه الله قال تعالى : وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " فإذا اشتدت عجز أهل العلم والعقل عن إيقافها قال ابن تيمية : والفتنة إذا وقعت عَجَزَ العقلاءُ فيها عن دفع السُّفهاء "

وأما أهم أسباب تجنب الفتن فأولها ملازمة تقوى الله عز وخل في جميع الأحوال، وثانيها لزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما ؛ فإن من  اعتصم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هُدي إلى صراط مستقيم وسلِم من كل بلية وشر، وإلى هذا أرشد رسولنا عليه الصلاة والسلام قال (( فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )) وثالث الأسباب المنجية من الفتن البعد عن التسرع والعجلة والاندفاع ، فعواقب العجلة وخيمة ونهاياتها أليمة ، والحليم المتأني يظفر بمقصوده بإذن الله ، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتُؤدة - أي عدم العجلة والتسرع - فإنك أن تكون تابعاً في الخير، خيرٌ من أن تكون رأساً في الشر"  
ورابع الأسباب المنجية من الفتن الرجوع إلى العلماء الراسخين والأئمة المحققين أهل العلم والأناة والحكمة والبصيرة بدين الله والفقه في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، خصوصا الأكابر فلا يزال الناس بخير ما أخذوا عن العلماء الأكابر ، قال صلى الله عليه وسلم: (( الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ )) ، ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لا يزال الناس بخير ما أخذوا عن أكابرهم ، وإذا أخذوا عن الأصاغر هلكوا " . قال الله تعالى: " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا "

وخامس الأسباب المنجية من الفتن لزوم الجماعة والبعد عن الفرقة ؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة شر وعذاب ، وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (( الْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ )) ، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث متكاثرة ونصوصٌ متضافرة في الحث على لزوم الجماعة.

وسادس الأسباب المنجية من الفتن  عبادة الله تبارك وتعالى ، والإقبال على طاعته ، وعدم التصدر للفتن والبروز لها ، وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)) مع حسن الصلة بالله والإقبال على دعائه وسؤاله سبحانه ؛ فإن الدعاء - عباد الله - مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة ، وقد جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة: ((تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )) فقال الصحابة رضي الله عنه : (( نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ))
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد


  الخطبة الثانية : الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون:  لقد كنتم في شهر الصيام في عبادة وإقبال على الله –سبحانه وتعالى- تصومون نهاره، وتقومون ليله، تقرؤون كتاب الله وتتدبرون آياته، تتصدقون بالمال والطعام، فداوموا على ما كنتم عليه من الخير.  

ومما سنّه رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-، ورغّبَ فيه بعد رمضان صيامُ سِتٍّ مِن شوال. قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ "

وسارعوا إلى إصلاح ذات البين فإن العيد أعظم مناسبة لذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهم الذي يبدأ بالسلام والذي يبدأ بالسلام يسبق إلى الجنة"

يا معاشر النساء : اسعينَ –رحمكنَّ الله – إلى فكاك أنفسكُنُّ من النار، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ مِنَ الاِسْتِغْفَارِ فَإِنِّى رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ». فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ قَالَ « تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ "  ، وروى أحمد في المسند قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ. قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَنْ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ النِّسَاءُ. قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَوَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنَّهُمْ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ " 

والسبيل إلى الخلاص من النار هو أن تأَدينَ حقَّ الله عليكُنَّ بأداءِ ما فرضه الله، وانتهينَ عما نهاكُنَّ عنه تَكنَّ من أهل الفوز والسعادة قال صلى الله عليه وسلم (إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ) . 

أختي المسلمة : اعلمي أن سبب نهضة الأمة هو قرارك في مملكتك وهو بيتك، والتزامك بحجابك وحشمتِك، فإن فعلت ذلك فقد صُنتِ المجتمع من فتنة عمياء صماء مهلكة، قال عليه الصلاة والسلام: ألا فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النساءَ، فإنَّ أولَ فتنةِ بَني إسرائيلَ كانتْ في النساءِ " 
وإياك والتبرج فإنه سبب للعذاب قال صلى الله عليه وسلم: صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَمْثَالِ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ

وأنت أيها المسلم، يا من جعلك الله وليا على هذه المرأة، أبا كنت أو زوجا أو أخا، فإنك مأمور بوقاية نسائك ومن هم تحت ولايتك من النار بتأديبهم وتعليمهم أمور الدين وحملهم عليها قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) ، ثم ستحاسب على ذلك بين يدي الله قال صلى الله عليه وسلم: إن الله سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته" 

معاشر الرجال : استوصوا بالنساء خيرا فهذه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لنا نحن الرجال فقال ( وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا " وقال صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله) فأدوا إليهن حقهن ، واصبروا عليهن قال تعالى { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} ، ومن كان ذا زوجتين فليعدل بينهن قال صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط" 

جماعة المسلمين: من سنن العيد أن من جاء من طريق رجع من طريق آخر، ولم يكن من هديه في العيد زيارة القبور فإن العيد يوم سرور فلا تدخلوا الحزن على أنفسكم، ومن فاتته صلاة العيد قضاها كما يصلي في المصلى ، ومن السنن أيضا التي تركها الناس في الأعياد خاصة المصافحة أثناء السلام فالسنة هي المصافحة باليد ، واحذروا من مصافحة النساء فإن هذا مما انتشر وعم بين الناس . وهو محرم . 


هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم، ولكن يا شيخ سالم أليس التكبير ليس من السنة في شيء؟

    ردحذف