الخميس، 14 يناير 2016

خطبة الجمعة : خطر التكفير وآثاره على الإسلام والمسلمين

الخطبة الأولى : جماعة المسلمين لقد بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من ظلمات الكفر والجاهلية إلى نور الإيمان والهداية ، فأكمل الله به الدين، وأتم به النعمة، وبين أسس الدين وأركانه، فلم يبق خير إلا وقد دل أمته عليه، ولم يبق شر إلا وحذر أمته منه، ومن جملة ما حذر منه صلى الله عليه وسلم فتنة التكفير، وذلك بإطلاق حكم الكفر على المسلمين بلا بينة شرعية، بل تبعا للأهواء والانتماءات الحزبية.

عباد الله : إن قضية تكفير أفراد المسلمين أو مجموعهم ومجتمعاتهم سبب كل فتنة واختلاف وشر، فبالتكفير قامت الثورات، وسفكت الدماء، وانتهكت الأعراض، واعتدي على الدين وثوابته، قال الشوكاني رحمه الله مبينا خطورة فتنة التكفير: " ها هنا تسكب العبرات، ويناحُ على الإسلامِ وأهلهِ بما جناه التعصبُ في الدينِ على غالبِ المسلمينَ، من الترامي بالكفر، لا لسنة ولا لقرآن ولا لبيان من الله ولا لبرهان، بل لما غلت مراجلُ العصبيةِ في الدين، وتمكنَ الشيطانُ الرجيمُ من تفريقِ كلمةِ المسلمين، لقنهم إلزامات بعضهم لبعض بما هو شبيه الهباء في الهواء، والسراب بقيعة، فيا لله وللمسلمين من هذه الفاقرة التي هي من أعظم فواقر الدين، والرزية التي ما رزي بمثلها سبيل المؤمنين" ا.هـ

ويعظم الخطب لما يصدر التكفير ممن تزيى بزي العلم وأهله، وذاع صيته وأمره، فيقلده من لا علم به ولا بصيره، وهذا مما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «إِنَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ رِدْئًا لِلْإِسْلَامِ، غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ، الْمَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قَالَ: «بَلِ الرَّامِي»  

عباد الله : ولأجل خطورة التكفير بلا موجب شرعي صحيح  حذر النبي صلى الله عليه وسلم من إطلاق لفظ الكفر على المسلم في أحاديث متضافرة متوافرة ، فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابْن عُمَرَ-رضي الله عنهما- قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ " ، وفي رواية" إذا كفر الرجل أخاهُ فقد باءَ بها أحَدُهُما " أي احتملها أو رجعت عليه، وما رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ – رضي الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :مَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ " 
بل قد جعل النبي صلى الله عليه وسلم تكفير المؤمن كقتله، فعند البخاري ومسلم من حديث  ثَابِت بْن الضَّحَّاكِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « َمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ» 
قال الشوكاني : " ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر وأكبر واعظ عن التسرع في التكفير"

ولقد أدرك  الصحابة رضوان الله عليهم خطورة التكفير المبني على الأهواء والعصبيات فنفروا عنه وحذروا منه، فَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: هَلْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ أَيْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: كَافِرٌ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَكُنْتُمْ تَقُولُونَ: مُشْرِكٌ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ

و حذر العلماء من تكفير المسلمين وبينوا عظيم الأمر وآثاره السيئة على الأفراد والجماعات، قال ابن أبي العز الحنفي : " إنه لمن أعظم البغي أن يشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه، بل يخلده في النار فإن هذا حكم الكافر بعد الموت " وقال القرطبي في المفهم : وباب التكفير باب خطير، أقدم عليه كثير من الناس فسقطوا، وتوقف فيه الفحول فسلموا، ولا نعدل بالسلامة شيئا"

والحكم على مسلم بالكفر يتضمن الحكم عليه بالعظائم والموبقات، كوجوب اللعنة والغضب وحبوط الأعمال وعدم المغفرة، والخلود في النار، مع وجوب مفارقة الزوجات، واستحقاق القتل ، وعدم الميراث، وتحريم الصلاة عليه وعدم دفنه في مقابر المسلمين إلى غير ذلك من الأحكام المتعلقة بالكافر الأصلي والمرتد، ولأجل خطورة هذه الآثار قال أبو حامد الغزالي : "والذي ينبغي الاحتراز منه التكفير ما وجد إليه سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلم "

أيها المسلمون:ينبغي أن يعلم المسلم أن التكفير حق لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، لا يطلق في مسألة أو على معين إلا بدليل من الكتاب أو السنة، فلا مجال للاجتهاد فيه والرأي، وقال ابن تيمية : " فإن الكفر والفسق  أحكام شرعية، ليس ذلك من الأحكام التي يستقل بها العقل . فالكافر من جعله الله ورسوله كافرا، والفاسق من جعله الله ورسوله فاسقا، كما أن المؤمن والمسلم من جعله الله ورسوله مؤمنا ومسلما".

وقد يحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على الأمر بأنه كفر، ولكن لا يكفر فاعل ذلك الشيء حتى تتحقق فيه الشروط التي استنبطها العلماء من الكتاب والسنة، وتنتفي الموانع .

ومن المتقرّر عندَ أهل السنّة والجماعة أنّ الكفرَ شعَبٌ متعدِّدة، وله مراتبُ، منها ما يخرِج من الملّة، ومنها ما لا يخرِج من الملّة، ولا يلزَم من قيام شعبةٍ من شعبِ الكفرِ بالعبدِ أن يصيرَ كافرًا الكفرَ المطلَق، حتّى تقومَ به حقيقةُ الكفر، فإذا تقرر هذا فإن الذي يستطيع أن يقرر ذلك هم العلماء ممن لهم قدرة على استنباط الأحكام وتنزيلها على المعينين، وللقضاة وولاة الأمر وليس لغيرهم. 

أيها المسلمون : إن للفكر التكفيري أثار سيئة جدا على الأفراد والمجتمعات، ومن ذلك :
أن خطر هذا الفكر يتعدى إجمالا إلى مقاصد الإسلام الخمسة : الدين  والنفس والعقل و النسل و المال 
فيكفر أصحاب هذا الفكر الأفراد والمجتمعات ولا يخرجون من دائرة التكفير إلا جماعتهم، وأول من يكفرون من المسلمين حكامهم،  ثم يستبيحون قتل الأنفس بحجة أنها كافرة مرتدة كحال الخوارج الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: " يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " 

ومن أثار الفكر التكفيري إحداث التفجيرات في بلاد المسلمين وما تؤدي إليه من ترويع الناس وسفك دمائهم وخراب أموالهم ، وقد نهى الله تعالى عن الإفساد في الأرض، قال الله تعالى: { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا } . بل قد يتقرب التكفيري إلى الله بقتل نفسه بالتفجير أو بغيره بحجة أنه في جهاد ضد العدو الكافر. 

ومن آثار الفكر التكفيري  الخروج على الحكام والسلاطين ، لأنهم كفار في نظرهم، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع قاعدة عظيمة في الحكم على الإمام بالكفر والخروج عليه وهي قوله "وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ قَالَ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ " 
فلنحذر من التكفير فإن عاقبته أليمة ..


الخطبة الثانية : اعلموا رحمكم الله أن الأصل في الحكم على الناس هو الظاهر ، والله يتولى السرائر، ولقد علمنا أن دخول العبد في الإسلام يكون بنطقه الشهادتين وإتيانه بشرائع الإسلام، فإذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فهو مسلم له ما للمسلمين من حقوق، وعليه ما على المسلمين من واجبات، ثم يطالب بشرائع الإسلام بعد ذلك، روى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " أُمرتُ أن أقاتلَ الناسَ حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمنْ قالَها فقدْ عصَمَ منِّي مالَهُ ونفْسَه إلا بحقِّهِ، وحسابُهُ على الله" فقد جاء في رواية " حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به" ، ومعنى حسابه على الله: قال النووي " أي فيما يستترون به ويخفونه دون ما يُخِلُّون به في الظاهر ، وهذا قول أكثر العلماء" 

وتأملوا –رحمكم الله - إلى هذا تطبيق هذا الأمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ف روى البخاري عَنْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ - رضى الله عنهما - قَالَ:بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، قَالَ: فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، قَالَ: وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلاً مِنْهُمْ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِىُّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِى حَتَّى قَتَلْتُهُ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا، بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَقَالَ لِي:"يَا أُسَامَةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟! ".قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا، قَالَ:"أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟! " قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّى لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.

وتأملوا رحمكم الله في حال هذا الرجل : فقد جاء محاربا ولم يأت مسالما، بل قتل من المسلمين عددا ففي رواية : " فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل قصد له فقتله " ، ومع ذلك عنفه النبي صلى الله عليه وسلم ووبخه ولامه أشد اللوم لقتله إياه، نقل ابن حجر عن ابن التين قوله : في هذا اللوم تعليم وإبلاغ في الموعظة حتى لا يقدم أحد على قتل من تلفظ بالتوحيد، وقال القرطبي: في تكريره ذلك والإعراض عن قبول العذر زجر شديد على مثل ذلك" 

ومما يدل على معاملة العبد بظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكفر من يعلم كفره مع إظهاره الإسلام كالمنافقين، بل كان يعاملهم بظاهرهم مع علمه بكفرهم ، ومع ما صدر منهم من أقوال وأفعال تدل على بغضهم للنبي صلى الله عليه وسلم وللإسلام فلم يكفرهم ولم يأمر بقتلهم بل شعاره معهم : "دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" قال ذلك لعمر لما قال عبد الله بن أبي بن سلول : وَاللَّهِ لَإِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ،  فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ.

بل أصر صلى الله عليه وسلم على الصلاة عليه لما مات، فجَذَبَهُ عُمَرُ [بن الخطاب]- رضى الله عنه - فَقَالَ: أَلَيْسَ اللَّهُ قد نَهَاكَ أَنْ تُصَلِّىَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ؟ (وفي روايةٍ: تصلي عليه وهو منافقٌ، وقد نهاك الله أن تستغفرَ لَهُمْ فقالَ: "أنا بينَ خِيرتَينِ: قالَ الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}، [فقالَ: سأزيده على سبعين". قال: فصلَّى عليهِ وصلينا معه. فنزَلتْ: "وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا [وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ" 

ففي هذه الأحاديث والوقائع وغيرها بيان حرمة عرض العبد إذا نطق بالتوحيد وأننا نأخذه بظاهر قوله، ثم يستفصل منه بعد ذلك، فكيف بحال من يكفر المسلم لأدنى شبهة وأقل سبب مع أنه يشهد بالتوحيد ويقيم العبادات المفروضة منه.

جماعة المسلمين : وإن لانتشار الفكر التكفيري أسباب كثيرة من أبرزها الغلو في الدين، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّما أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ .

ومن أسباب ظهور التكفير الجهل بالعلم الشرعي، فجهلوا أحكام الكتاب والسنة ، وجهلوا أحكام العقيدة وخصوصا حقيقة الإيمان وعلاقته بالأعمال ، وجهلوا أحكام الكفر وانقسام الكفر إلى أكبر وأصغر 

قال صلى الله عليه وسلم عن الخوارج المكفرين: " يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ (وفى طريقٍ: حُلوقَهُم)، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " وهذا أدى إلى اتباعهم للمتشابه من النصوص فعمدوا إلى نصوص الوعيد فأجروها على ظاهرها فكفروا بها المسلمين ، قال تعالى : " فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ "

ومن أسباب ظهور الفكر التكفيري عدم إتباعهم لمنهج السلف رحمهم الله في فهم النصوص ، فإن نصوص الكتاب والسنة إنما تفهم بفهم السلف، عدم رجوعهم إلى العلماء الربانيين في النوازل والمستجدات كما أمر الله تبارك وتعالى فقال : وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا" 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق