الخميس، 28 يناير 2016

خطبة الجمعة : فضل الصحابة

الخطبة الأولى : جماعة المسلمين : اعلموا رحمكم الله أن الله جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَصْحَابًا، يُؤَازِرُونَهُ فِي إِحْقَاقِ الْحَقِّ وَإِظْهَارِ الصَّوَابِ، وَيُبَلِّغُونَ مَنْ بَعْدَهُ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ شَرِيعَةٍ أَوْ كِتَابٍ، وَاخْتَارَ اللَّهُ تَعَالَى لِخَاتَمِ رُسُلِهِ خَيْرَ الأَنْجابِ، فَأَيَّدُوهُ وَنَصَرُوهُ وَكَانُوا لَهُ أَزْكَى رُفْقَةٍ وأطيبَ صِحاب، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : «مَن كانَ مُسْتَنًّا ، فَلْيَسْتَنَّ بمن قد ماتَ ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتْنَةُ ، أولئك أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم -كانوا أفضلَ هذه الأمة ،أبرَّها قلوبًا، وأعمقَها علمًا،وأقلَّها تكلُّفًا، اختارهم الله لصحبة نبيِّه، ولإقامة دِينه، فاعرِفوا لهم فضلَهم، واتبعُوهم على أثرهم، وتمسَّكوا بما استَطَعْتُم من أخلاقِهم وسيَرِهم، فإنهم كانوا على الهُدَى المستقيم».

وَوَعَدَهُمْ سُبْحَانَهُ بِالْخَيْرَاتِ، وَضَمِنَ لَهُمُ الرِّضْوَانَ وَالْجَنَّاتِ؛ فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ، فَهُمْ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، زَكَّاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"  فَهُمْ أَرْسَخُ النَّاسِ عِلْمًا، كَانُوا فِي الدُّنْيَا لِهَِلف أَوْلِيَاءَ، وَلِعِبَادِ اللَّهِ نُصَحَاءَ، وَبَعْدَ الْمَوْتِ بِسِيرَتِهِمُ الْعَطِرَةِ أَحْيَاءً.

بَايَعُوهُ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ؛ فَبَارَكَ اللَّهُ تَعَالَى فِي عَلْيَائِهِ بَيْعَتَهُمْ، وَرَضِيَ عَنْهُمْ، فَسُمِّيَتْ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ:( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا). فَهُمْ أَهْلُ الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ، وَالطُّهْرِ وَالنَّقَاءِ، قال تعالى في وصف الصحابة الكرام:" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" .

 أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَعْرِفَ لَهُمْ فَضْلَهُمْ، وَحَذَّرَنَا مِنَ انْتِقَاصِهِمْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم :« لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ». أَيْ: لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ ثَوَابُهُ ثَوَابَ نَفَقَةِ أَحَدِ أَصْحَابِي مُدًّا، وَلَا نِصْفَ مُدٍّ.

قال الطحاوي في عقيدته : "وَنُحِبُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نُفَرِّطُ فِي حُبِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَلَا نَتَبَرَّأُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ، وَبِغَيْرِ الْخَيْرِ يَذْكُرُهُمْ، وَلَا نَذْكُرُهُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَحُبُّهُمْ دِينٌ وَإِيمَانٌ وَإِحْسَانٌ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَطُغْيَانٌ"

هم نقلة الدين إلى الأمة، ولذلك كان الطعن فيهم طعنا فيما ينقلونه من القرآن والسنة والفقه، قال أبو زرعة الرازي – وهو من العلماء الأجلاء توفي سنة 264 هـ : ((إذا رأيت الرجلَ ينتقصُ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنَّه زنديقٌ؛ وذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حقٌّ والقرآن حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنَّما يريدون أن يجرحوا شهودَنا ليُبطلوا الكتاب والسنة، والجرحُ بهم أولى وهم زنادقةٌ" ، ولأجل ذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم في أمر من سب صحابته فقال: "مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ أَفْضَلَ الصَّحَابَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الْعَشَرَةُ الْمُبَشَّرُونَ بِالْجَنَّةِ، ثم المهاجرون ، ثُمَّ الْبَدْرِيُّونَ الذين شهدوا بدار، ثم الأنصار ثُمَّ أَصْحَابُ أُحُدٍ، ثُمَّ أَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، ثم من أسلم قبل الفتح ثُمَّ بَقِيَّتُهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ جَمِيعًا، وَكُلُّهُمْ وَعَدَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ؛ قَالَ تَعَالَى:(وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) .

وَأَوَّلُ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ الخليفةُ الرَّاشِدُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ، وَلُقِّبَ بِالصِّدِّيقِ لأَنَّهُ لَمْ يَتَرَدَّدْ فِي تَصْدِيقِ حَادِثَةِ الإِسْرَاءِ، وَكَانَ أَحَبَّ الرِّجالِ إِلَى قَلْبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَدْ سُئِلَ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:« عَائِشَةُ». قِيلَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ:«أَبُوهَا». 

وَالثَّانِي فِي الْفَضْلِ: الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ أميرُ المؤمِنين أبو حَفْصٍ عُمَرُ ابْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ». وَهُوَ أَحَدُ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ، أَعَزَّ اللَّهُ تَعَالَى بِإِسْلاَمِهِ الْمُسْلِمِينَ، وَصَاهَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَتَزَوَّجَ عُمَرُ مِنَ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ جَمِيعًا، قَالَ فِيهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عِلْمِي فِيهِ أَنَّ سَرِيرَتَهُ خَيْرٌ مِنْ عَلاَنِيَتِهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ. 

عباد الله ثَالِث الخلفاء الراشدين الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ أميرُ المؤمِنين عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ أَوَائِلِ الصَّحَابَةِ إِسْلاَمًا، بَشَّرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ، وَبَايَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيِيًّا تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ:« أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ». وَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ رُقَيَّةَ، فَلَمَّا تُوفِّيَتْ زَوَّجَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ، فَلُقِّبَ بِذِي النُّورَيْنِ، وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وَكَانَ مِثَالاً فَرِيدًا فِي خِدْمَةِ مُجْتَمَعِهِ، وَالْمُشَارَكَةِ الْفَعَّالَةِ فِي حَلِّ مَشَاكِلِهِ، فَاشْتَرَى بِئْرَ رُومَةَ. وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَزِيدُ فِي مَسْجِدِنَا هَذَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ؟». فَكَانَ الَّذِي زَادَ فِيهِ: عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَجَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ»، قتل شهيدا رضي الله عنه يوم الدار إذ تسور عليه الثوار فقتلوه وسال دمه على المصحف.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَرَابِعُ الصَّحَابَةِ مَكَانَةً وفَضْلاً الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ أميرُ المؤمِنينَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ابْنُ عَمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ مِنَ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ، وَأَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْفِتْيَانِ، وَزَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى جِوَارِ أَبِي بَكْرٍ يُؤَازِرُهُ، كَمَا كَانَ كَذَلِكَ مَعَ عُمَرَ، وَيَعْرِفُ لَهُمَا فَضْلَهُمَا وَتَقَدُّمَهُمَا، فَعَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ـ يعني: عَلِيّاً ـ : مَنْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ. قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. 

وَدَافَعَ عَلِيٌّ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَالِمًا حَكِيمًا، شُجَاعًا مِقْدَامًا، تَصَدَّى لِفِتْنَةِ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ كَفَّرُوا الْمُسْلِمِينَ وَاسْتَحَلُّوا دِمَاءَهُمْ، وَوَقَى الْمُجْتَمَعَ مِنْ شَرِّهِمْ وَخَطَرِهِمْ، فرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْ بَقِيَّةِ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ الأَجِلاَّءِ: طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ ابنِ العَوّام، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيدِ ابْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَلِكُلٍّ مِنْهُمْ مَوَاقِفُ جَلِيلَةٌ، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَعَنْ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ.

الخطبة الثانية : عباد الله: مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ نَتَواصى بِهِ مَعْرِفَةُ سِيَرِ صَحَابَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَحُبُّهُمْ وَتَقْدِيرُ مَكَانَتِهِمْ، وَتَعْظِيمُ مَنْزِلَتِهِمْ، وَالاِقْتِدَاءُ بِهِمْ فِي اتِّباعِهِم النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم .

كما يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَغْرِسَ مَحَبَّتَهُمْ فِي قُلُوبِ أَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا مِنْ خِلاَلِ تَعْرِيفِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَسِيَرِهِمْ وَمَوَاقِفِهِمْ، وَتَعْلِيمِهِمْ الدُّعَاءَ لَهُمْ، فَهُمْ قُدْوَةٌ لَنَا بَعْدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وهم نقلة الدين. قَالَ الحافِظُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: وَلاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْوُقُوفَ عَلَى مَعْرِفَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوْكَدِ الْعِلْمِ، وَمَا أَظُنُّ أَهْلَ دِينٍ مِنَ الأَدْيَانِ إِلاَّ وَعُلَمَاؤُهُمْ مَعْنِيُّونَ بِمَعْرِفَةِ أَصْحَابِ أَنْبِيَائِهِمْ؛ لأَنَّهُمُ الْوَاسِطَةُ بَيْنَ النَّبِيِّ وَبَيْنَ أُمَّتِهِ"

وَحِرْصًا مِنْ حُكُومَتِنَا الرَّشِيدَةِ عَلَى تَعْزِيزِ مَكَانَةِ الصَّحَابَةِ فِي نُفُوسِ الأَجْيَالِ؛ ضَمَّنَتْ الْمَنَاهِجَ التَّعْلِيمِيَّةَ وَالدُّرُوسَ الْوَعْظِيَّةَ نَمَاذِجَ مُشْرِقَةً مِنْ سِيرَتِهِمُ الْعَطِرَةِ، تَقْدِيرًا لِمَكَانَتِهِمْ، وَقَدْ نَصَّ قَانُونُ مُكَافَحَةِ التَّمْيِيزِ وَالْكَرَاهِيَةِ عَلَى تَجْرِيمِ التَّطَاوُلِ عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم أَوْ زَوْجَاتِهِ وَآلِهِ، أَوْ أَصْحَابِهِ، أَوِ السُّخْرِيَةِ مِنْهُمْ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق