الخميس، 10 مارس 2016

خطبة جمعة : القلب السليم

الخطبة الأولى : جماعة المسلمين قال تعالى : "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " في الآية  تحذير من الله العزيز الحكيم لعباده المؤمنين من يوم القيامة، الذي يحشر الناس فيه إلى ربهم، ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون، ففي ذلكم اليوم لا ينتفع العبد بمال ولا ببنون ولا بسلطان وجاه.

ثم بين الحق سبحانه صفة الناجين يوم القيامة بقوله (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) فصاحب القلب السليم هو الناجي من هول ذلكم اليوم، والقلب السليم هو قلب المؤمن السالم من كل شبهة في الدين كالشرك بالله والبدع والرياء، والسالم من كل شهوة في الدنيا من الذنوب والمعاصي، قال ابن القيم –رحمه الله- (ولا تتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والاخلاص" ا.هـ 

فإذا علمنا أهمية صلاح القلب لأجل النجاة يوم القيامة علمنا أن أمر الاعتناء به عَظِيمٌ, وَأَثَرُهُ عَمِيمٌ، فالقلب مَلِكُ الأَعْضَاءِ، وَتَتْبَعُهُ الْجَوَارِحُ صِحَّةً وسقما، قال الرَسُولُ صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ». فَإِذَا صَلَحَ الْقَلْبُ صَلَحَتِ النِّيَّةُ وَالْعَمَلُ, وَصَلَحَ اللِّسَانُ وَسَائِرُ الْجَوَارِحِ، وَقَدِ اعْتَنَى الشَّرْعُ الْحَكِيمُ بِالْقُلُوبِ، وَدَعَا إِلَى تَطْهِيرِهَا وَتَنْقِيَتِهَا, فَهِيَ مَحِلُّ نَظَرِ عَلاَّمِ الْغُيُوبِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ». 

وَالْقَلْبُ – يا عباد الله -  مَوْطِنُ التَّقْوَى وَالإِيمَانِ, قَالَ صلى الله عليه وسلم :« التَّقْوَى هَا هُنَا». وَأَشَارَ صلى الله عليه وسلم إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَالْقَلْبُ الْمُطْمَئِنُّ مُشْرِقٌ بِالإِيمَانِ، يَنْسَاقُ دَائِمًا إِلَى الْحَقِّ وَالْعَدْلِ، وَالْخَيْرِ وَالْفَضْلِ. 

وَأَصْحَابُ الْقُلُوبِ السَّلِيمَةِ هُمْ أَفْضَلُ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وأقربُهُم إلى ربِّهم سبحانه, فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِوٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:« كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ». قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ:« هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ، وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ». فمن أسباب سَلاَمَة الْقَلْبِ تَخَلُّصُهُ مِنْ أَغْلاَلِ الْحَسَدِ وَالْبَغْضَاءِ، وَالْغِشِّ وَالرِّيَاءِ، وَالْكِبْرِ وَالْغُرُورِ وَغَيْرِهَا، قَالَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنَ اثْنَتَيْنِ: أَمَّا إِحْدَاهُمَا فَكُنْتُ لاَ أَتَكَلَّمُ فِيمَا لاَ يَعْنِينِي، وَأَمَّا الأُخْرَى فَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِينَ سَلِيمًا. 

ومِنْ أَسْبَابِ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ إِقْبَالُ الْقَلْبِ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَالتَّضَرُّعُ إِلَيْهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ». 

ولأجل ذلك اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بصلاح القلب، فكان يسأل ربه في دعائه قلبا سليما ، فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " يَا شَدَّادُ بْنَ أَوْسٍ، إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدِ اكْتَنَزُوا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فَاكْنِزْ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ , وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ , وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ , وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ , وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا , وَلِسَانًا صَادِقًا , وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ , وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ , إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ " ، كما كان صلى الله عليه وسلم يسأل ربه ثبات قلبه على الحق والإيمان ،فعَنْ أَنَسٍ –رضي الله عنه - قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللّه : آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ . 

واهتم الصالحون من عباد الله بسلامة قلوبهم مما يفسدها فكانوا يسألون الله ثبات قلوبهم على طاعته حتى الممات، ومن ذلك قول الله تعالى حاكيا قول أهل الصلاح:" رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"  

عباد الله : والقلوب تمرض، وأمراضه على نوعين:
الأول: أمراض شبهات، وهي أشد النوعين، ويدخل فيها جميع الاعتقادات الباطلة من شرك ونفاق، قال سبحانه عن المنافقين:" فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا"
والثاني: أمراض شهوات، وهي المعاصي والسيئآت، ومن أمثلة ذلك الحسد والغل والبخل والحقد وشهوة الزنا والنظر الحرام، قال سبحانه: "فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ"

ومن أكبر أسباب مرض القلب وضعفه الإقبال على الدنيا ونسيان الآخرة ، فعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ».


الخطبة الثانية : أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ لِحَيَاةِ الْقَلْبِ وَصِحَّتِهِ طُرُقًا وَأَسَبَابًا، وَأَفْضَلُ ذَلِكَ إِقْبَالُ صَاحِبِهِ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ قِرَاءَةً وَتَدَبُّرًا، وَفَهْمًا وَتَفَكُّرًا, فَفِيهِ الشِّفَاءُ وَالْهُدَى، وَالنُّورُ لِمَنِ اهْتَدَى، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ). فَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ فِيهِ أَبْلَغُ الْمَوَاعِظِ وَأَجَلُّهَا, وَأَنْفَعُ الأَدْوِيَةِ لِلْقُلُوبِ وَأَصَحُّهَا, قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). 

ومن وصايا ابن مسعود رضي الله عنه قوله" إنما هذه القلوب أوعية فأشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره" ، فشبه رضي الله عنه القلوب بالوعاء والآنية التي إما أن تبقى فارغة أو تملأ بما يشغلها، فليكن ما يملؤها هو القرآن الكريم ، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: أسألك بكل اسم هو لك سمَّيْتِ به نفسَك، أو أنزلتَه فيِ كتابك، أو عَلّمته أحدِاً من خَلْقك، أو استأثرت به في علم الغيبِ عندك، أن تجعل القرآنَ ربيع قلبي، ونور صدري.. " فشبه القرآن بالربيع للدلالة على أنه سبب لحياة القلب كما أن الربيع سبب لحياة الأرض، وذم صلى الله عليه وسلم  القلب الخالي من القرآن فقال : إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ، كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ " 

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرتْ قلوبنا لما شبعَتْ  من كلام الله  " ، وكيف يشبع المحِبُّ من كلام محبوبه، وهو غاية مطلوبه . 

قال ابن القيم رحمه الله مبينا صفات القلب الذي يقبل على القرآن:فالقلب الطاهر، لكمال حياته ونوره وتخلصه من الأدران والخبائث، لا يشبع من القرآن، ولا يتغذى إلا بحقائقه، ولا يتداوى إلا بأدويته، بخلاف القلب الذى لم يطهره الله تعالى.

ومن أسباب وطرق سلامة القلب الإكثار من ذكر الله ، قَالَ سُبْحَانَهُ في صفة المؤمنين:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ). فَالذِّكْرُ يُقَوِّي الإِيمَانَ فِي الْقَلْبِ, وَيَبْعَثُ فِيهِ السَّكِينَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ, قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). وَالذِّكْرُ يَبْعَثُ الْحَيَاةَ فِي الْقُلُوبِ, وَيَشْفِيهَا مِنْ آثَارِ الذُّنُوبِ, قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ». 

وَالدُّعَاءُ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ ثَبَاتِ الْقُلُوبِ وَاسْتِقَامَتِهَا، وَقِلَّةِ تَقَلُّبِهَا، فَمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ قَلْبًا إِلاَّ لِتَقَلُّبِهِ, قَالَ صلى الله عليه وسلم :« لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ تَقَلُّبًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلَيَانًا». وَلِذَلِكَ كَانَ رَسُولُنا صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:« يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ». 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مُجَالَسَةَ الأَخْيَارِ، وَمُصَاحَبَةَ الأَبْرَارِ مِنْ أَسْبَابِ سَلاَمَةِ الْقَلْبِ؛ فَهُمْ يَنْتَقُونَ أَطَايِبَ الْكَلاَمِ، كَمَا تُنْتَقَى أَطَايِبُ الثَّمَرِ، فَتَنْزِلُ كَلِمَاتُهُمْ عَلَى الْقُلُوبِ بَرْدًا وَسَلاَمًا، فَتَزِيدُهَا صَفَاءً وَإِيمَانًا، وَقَدْ أَوْصَى اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِالْتِزَامِ الصُّحْبَةِ الصَّالِحَةِ؛ فَقَالَ:( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا). فَالصَّالِحُونَ يَدُلُّونَكَ عَلَى الطَّاعَةِ، وَيُعِينُونَكَ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ وَالإِحْسَانِ. 

وَحُبُّ الْخَيْرِ لِلنَّاسِ، وكف اللسان عن الوقيعة في أعراضهم، وحفظه عن الزلات من أسباب سلامة القلب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« لاَ يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ»

ومن أسباب سلامة القلوب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم : إخلاصُ العمل لله ، ومُناصحةُ وُلاةِ الأمورِ، ولزومُ جماعةِ المسلمينَ، فإنّ دعوتَهُم تُحيطُ مِنْ ورائهم ))، قال ابن القيم: "أي لا يبقى في القلب غل ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة، بل تنفي عنه غله، وتنقيه منه، وتخرجه منه؛ فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل. وكذلك يغل على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلال. فهذه الثلاثة تملؤه غلاً ودغلاً. ودواء هذا الغل واستخراج أخلاطه، بتجريد الإخلاص والنصح، ومتابعة السنة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق