الجمعة، 25 مارس 2016

خطبة جمعة : أسباب تحقيق السعادة

جماعة المسلمين: اعلموا رحمكم الله أن السعادة مطلب كل عاقل، يتمنى عيشا هائنا، وحياة طيبة، ولكن تتباين أنظار الناس في وسائل تحقيق السعادة، ولقد جاء ديننا الإسلامي بجميع الوسائل التي تحقق السعادة للعبد في جميع مراحل حياته، في الدنيا وفي القبر ويوم القيامة.

فمن أعظم أسباب تحقيق السعادة للعبد في الدنيا والآخرة تحقيق الإيمان بالله تعالى اعتقاداً وقولاً وعملاً، فلا تقرّ العين، ولا يهدأ القلب، ولا تطمئن النفس إلا بإيمانها بإلهها ومعبودها الذي هو الله سبحانه.

 فالمؤمن المخلص لله من أطيب الناس عيشًا، وأنعمهِم بالًا، وأشرحهِم صدرًا، وأسرّهِم قلبًا. وهذه جنة عاجلة قبل الجنّة الآجلة،  قال الله تعالى :" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" فضَمِن لأهل الإيمانِ والعملِ الصالحِ الجزاءَ في الدنيا بالحياة الطيّبة وبالحسنى يوم القيامة، فلهم أطيب الحياتين، وهم أحياء في الدارين، قال تعالى "لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ "

فإن سأل سائل: ما المقصود بقوله تعالى " فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" هل هي التنعم فِي أَنْوَاع المآكل والمشارب والملابس والمناكح أوْ لَذَّة الرياسة وَالْمَال وقهر الأعداء والتفنن بأنواع الشَّهَوَات؟ 

الجواب: لا ، ليس هذه الحياة الطيبة التي يصبوا إليها المؤمن، بل الحياة الطيبة حياة القلب لما يخالطه الإيمان الصحيح، فيكون رضا الله همه ومطلبه، ولو فقد لذات الدنيا بأسرها، يقول بعض السلف مع فقره: "لَو علم الْمُلُوك وأبناء الْمُلُوك مَا نَحن عَلَيْهِ لجالدونا عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ، وقال  ابن تيمية-رحمه الله- :إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة" إنها جنة الإيمان والعمل الصالح.

وتعالوا بنا نتأمل حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد ابتلي بلاء عظيما، ومع ذلك رأى سعادته في عبادة ربه وطاعته، فكان يقول :"جعلت قُرَّةُ عيني في الصلاة " وكان يقول لبلال: " يَا بِلاَلُ أَقِمِ الصَّلاَةَ أَرِحْنَا بِهَا "، وربما قام من الليل حتى تورمت قدماه فَيَقُولُ « أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا »، وربما صام وواصل دون أن يفطر ويقول: "إِنِّى لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ إِنَّ رَبِّى يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِى" قال ابن القيم-رحمه الله- :" هَذَا طَعَام الأرواح وشرابها وَمَا يفِيض عَلَيْهَا من أَنْوَاع الْبَهْجَة واللذة وَالسُّرُور وَالنَّعِيم الَّذِي رَسُول الله فِي الذرْوَة الْعليا مِنْهُ وَغَيره إِذا تعلق بغباره رأى ملك الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا بِالنِّسْبَةِ اليه هباء منثورا بل بَاطِلا وغرورا"

هذه سعادة النبي صلى الله عليه وسلم، ولو نظرنا إلى بيته لرأينا عجبا، يقول عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- رضي الله عنه- دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَالَ فَجَلَسْتُ فَإِذَا عَلَيْهِ إِزَارٌ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِى جَنْبِهِ وَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوَ الصَّاعِ وَقَرَظٍ فِى نَاحِيةٍ فِى الْغُرْفَةِ وَإِذَا إِهَابٌ مُعَلَّقٌ فَابْتَدَرَتْ عَيْنَاىَ فَقَالَ « مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ». فَقُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ وَمَا لِىَ لاَ أَبْكِى وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِى جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لاَ أَرَى فِيهَا إِلاَّ مَا أَرَى وَذَلِكَ كِسْرَى وَقَيْصَرُ فِى الثِّمَارِ وَالأَنْهَارِ وَأَنْتَ نَبِىُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ. قَالَ « يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا ». قُلْتُ بَلَى.

هذا هو أسعد الخلق، وهذه حياته وهو القائل: "فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة" ولكنه علم مصدر السعادة الحقيقية فلزمه.

عباد الله : ومن النماذج التي تبين لنا أثر الإيمان في تحقيق السعادة رغم ضيق العيش وقسوة الحياة ما ذكر ابن القيم رحمه الله من حياته شيخ الإسلام ، فلما سجن ابن تيمية في سجن القلعة بدمشق كان يقول: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرهم نفساً، تلوح نضرة النعيم على وجهه.

وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة" ا.هـ

عباد الله : وَمِنْ أَهَمِّ مُقَوِّمَاتِ سَعَادَةِ الْفَرْدِ وَرَاحَتِهِ، وَسَكِينَةِ فُؤَادِهِ وَطُمَأْنِينَتِهِ؛ الإِيمَانُ بِالقضاء والْقَدَرِ، فَهُوَ أَحَدُ أُصُولِ الإِيمَانِ، فيعلم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ».

وقال الله -عز وجل-: "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
قال علقمة: " هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من قِبل الله فيسلم ويرضى، ومن رضي عن الله رضي الله عنه، والرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين وقرة عيون المشتاقين.. "
فلا خروج للعبد عما قُدر له، فلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو راضٍ محمودٌ ملطوفٌ به، وإلا جرى عليه القدر وهو مذمومٌ مسخوط.

فترى المؤمن يستقبل المصائب والآلام بنفسٍ رضيةٍ ونفسٍ مطمئنةٍ وسكينةٍ عجيبة، فالإيمان بالقدر يفلح في تهدئة الأعصاب أكثر مما تفلح كل المسكنات والعقاقير الطبية.

ومَنِ امْتَلأَ قَلْبُهُ رِضًا بِالْقَدَرِ، فَاضَ قَنَاعَةً وَطُمْأَنِينَةً، وَغِنًى وَأَمْنًا، فَإِنَّ الْقَنَاعَةَ مِنْ أَسْبَابِ السَّعَادَةِ، وَحَقِيقَتُهَا الرِّضَا وَالتَّعَفُّفُ، وَتَرْكُ السُّؤَالِ وَالتَّشَوُّفِ، فَذَلِكَ هُوَ الْغِنَى الْحَقِيقِيُّ، قَالَ صلى الله عليه وسلم :« وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ». فَإِنَّ مَنْ قَنَعَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ، وَلَمْ يَطْمَعْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ؛ أَصْبَحَ غَنِيًّا عَنْهُمْ.


الخطبة الثانية : جماعة المسلمين ومن أسباب تحقيق السعادة للعبد في دنياه وأخراه اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ففيها النجاة من كل اختلاف وشر، وفيها سلوك طريق الجنة والنجاة من النار، قال صلى الله عليه وسلم:  " كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، إِلاَّ مَنْ أَبَى » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ « مَنْ أَطَاعَنِى دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ أَبَى » ، وقال الإمام مالك رحمه الله: السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك" 
وعند الاختلاف أمر صلى الله عليه وسلم بلزوم سنته واقتفاء نهجه، فقال :مَنْ يعش منكم بعدي ، فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسُنَّتِي وسنَّةِ الخُلفاءِ الرَّاشدين المهديِّين من بعدي" 

ومن أسباب تحقيق السعادة للعبد في دنياه وأخراه الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، قال تعالى :"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"  وقال عز وجل: " مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"  فسعادة القلب وطمأنينته إنما تكون بذكر الله تعالى والإقبال على كتابه قراءة وتدبرا وعملا.

ومن أسباب تحقيق السعادة للعبد في دنياه وأخراه الإحسانُ إلى الآخرين وإسْعادُهُم، وتَفْرِيجُ كُرَبِهِم، وإعانَتُهُم بَدَنِيَّاً ومادِّياً ومَعنويَّاً، وجَزاءُ الإحْسانِ إِحْسانُ اللهِ تَعالى لعَبْدِهِ المـُحْسِن، ولا شَكَّ أنَّ ذلكَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبابِ سَعادةِ العَبْد؛ قال تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) . 
وَالْبَخِيلُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِحْسَانٌ أَضْيَقُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَنْكَدُهُمْ عَيْشًا، وَأَعْظَمُهُمْ همًّا وَغَمًّا.

ومن أسباب تحقيق السعادة للعبد في دنياه وأخراه تجنب الفتن وعدم استشرافها والدخول فيها، قال صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ وَلَمَنِ ابْتُلِىَ فَصَبَرَ فَوَاهًا" ، وأخرج الإمامان البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًاً فَلْيَعُذْ بِهِ )).
فسعادة العبد تتحقق باجتناب الفتن وعدم الخوض فيها.

ومن أسباب تحقيق السعادة للعبد في دنياه وأخراه ترك فضول النظر والكلام والاستماع، والتدخل فيما لا يعني العبد من أمور الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم : " مِنْ حُسنِ إسلامِ المرءِ تَركُهُ ما لا يعنيه" ، مع طرح الحسد والحقد تجاه الناس.

ومن الأسباب التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيق السعادة قوله : أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ»

عباد الله : إن أسباب السعادة تنحصر إجمالا في تحقيق تقوى الله، بفعل ما أمر الله واجتنباب ما عنه نهى وزجر، والشقاوة إنما تكون بالإعراض عن شرع الله ودينه وذكره، فمن كانت هذه حاله فهو من أشقى الناس ولو حصل من الدنيا جميع لذاتها وشهواتها، قال تعالى : فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى  وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى  قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى"
وأما السعادة الحقيقة أيها المؤمنون فهي يوم القيامة لما يؤتى العبد كتابه بيمينه قال سبحانه " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا "  فيقول فرحا مسرورا: فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ . 
عاقبة السعادة الحقيقة قوله تعالى : " وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ"



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق