الخميس، 9 يونيو 2016

خطبة جمعة : الإكثار من تلاوة القرآن في رمضان

الخطبة الأولى : قال الله عز وجل في محكم التنزيل : "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" ، فمن فضائل شهر رمضان أن أنزل الله فيه القرآن ، لذلك كان السلف رحمهم الله يقبلون على قراءة القرآن فيه أكثر من غيره ، فعن ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم  أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.

وقد دل هذا الحديث كما قال النووي – رحمه الله – على " استحباب الإكثار من القراءة في رمضان وكونها أفضل من سائر الأذكار ، إذ لو كان الذكر أفضل أو مساويا لفعلاه " .

ويدل قوله رضي الله عنه " وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان " على استحباب الإكثار من التلاوة ليلا ، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل ويجتمع فيه الهم ويتواطأ فيه القلب اللسان على التدبر كما قال تعالى:" إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا "  قال ابن كثير رحمه الله: " وَالْمَقْصُودُ أَنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ هُوَ  أَشَدُّ مُوَاطَأَةً بَيْنَ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، وَأَجْمَعُ عَلَى التِّلَاوَةِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا} أَيْ: أَجْمَعُ لِلْخَاطِرِ فِي أَدَاءِ الْقِرَاءَةِ وَتَفَهُّمِهَا مِنْ قِيَامِ النَّهَارِ؛ لِأَنَّهُ وَقْتُ انْتِشَارِ النَّاسِ ولَغَط الْأَصْوَاتِ وَأَوْقَاتُ الْمَعَاشِ.

ويدل على ذلك ما رواه أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه :  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَىْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِى فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِى فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ. وقال صلى الله عليه وسلم : " وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ . فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ.  فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ .فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ . ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلًا "

جماعة المسلمين : تلاوة القرآن وصية نبينا صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: " أَوْصَيْتُكَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ أَزْيَنُ لِأَمْرِكَ كُلِّهِ " قُلْتُ: زِدْنِي. قَالَ: " عَلَيْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ ذِكْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ وَنُورٌ لَكَ فِي الْأَرْضِ "

ولقد جعل الله لنا بكل حرف حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها قال صلى الله عليه وسلم " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» فكم من الحسنات ضيعت وكم من الأوقات في القيل والقال أهدرت مما سيندم عليه العبد يوم القيامة .  

وقد أنثى الله عز وجل في كتابه على من يتلو كتاب الله عز وجل ووعدهم بالأجر العظيم فقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ "  قال أهل التفسير في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ) أي : يتبعونه في أوامره ، فيمتثلونها ، وفي نواهيه  فيتركونها، وفي أخباره فيصدقونها ويعتقدونها ، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال . ويتلون أيضا ألفاظه بدراسته معانيه، بتتبعها واستخراجها .

وقد أقبل السلف رحمهم الله على كتاب الله تلاوة وتدبرا وعلما وعملا حتى صار ذلك من صفاتهم قال الإمام الأوزاعي رحمه الله : كان يقال : خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان : لزوم الجماعة واتباع السنة وعمارة المسجد وتلاوة القرآن والجهاد في سبيل الله". وسبب ذلك طهارة قلوبهم وخلوها من العوائق التي تصد عن ذكر الله وكلامه ، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : " لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل " وقال ابن القيم رحمه الله ( فالقلب الطاهر لكمال حياته ونوره وتخلصه من الأدران والخبائث لا يشبع من القرآن ولا يتغذى إلا بحقائقه ولا يتداوى إلا بأدويته بخلاف القلب الذي لم يطهره الله تعالى فإنه يتغذى من الأغذية الفاسدة التي تناسبه بحسب ما فيه من النجاسة )

والعبد إذا لم يشعر بحلاوة القرآن في قلبه وضعف إقباله عليه فليحاسب نفسه، فإن في قلبه ما يصده عن الله وكلامه ، فعن الحسن البصري قال : تفقدوا الحلاوة في ثلاث : في الصلاة وفي القرآن وفي الذكر، فإن وجدتموه فامضوا وأبشروا وإن لم تجدوها فاعلم أن بابك مغلق" 

فتأثر القلب بكلام الله من صفات المؤمنين قال تعالى : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ  

فينبغي على المسلم أن يسارع باغتنام هذه الأيام المباركات ، وباستغلالها قبل الفوات ، فإنما هي أيام معدودات ، تمضي وتفوت ، فالسعيد الموفق من اغتنم الفرصة ، وفاز بالخير الكثير ، والخاسر المخذول من ضيع أيامه ولياليه ، في اللعب والتسلية. 


الخطبة الثانية : عباد الله ، من فضائل قراءة القرآن أن من جلس في المسجد يتلو كتاب الله ويتدارسه وعده الله بالرحمة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " مَا اجْتَمَعَ قوم في بيت من بيوتِ اللهِ يَتْلُونَ كتابَ اللهِ تعالى ، ويتَدَارَسُونَهُ بينهم إِلا نَزَلَتْ عليهم السكينةُ ، وَغَشيَتهم الرحمةُ ، وحَفَّتهمُ الملائكةُ ، وذَكَرهُمُ اللهُ فيمن عِندَهُ "  فلم التكاسل عن هذا الخير يا عباد الله 
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ ( والناقة الكوماء هي الناقة العظيمة السنام وهي من أفضل أنواع النوق ) فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ»
فلنستغل أوقاتنا في بيوت الله، بتلاوة كتابه لنغنم هذا الأجر العظيم .

أيها المؤمنون : لقد رغبنا الله سبحانه في تلاوة القرآن بتدبر وتفهم، فقال سبحانه: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"  والتدبر هو أن يتفهم التالي معاني الآيات والحِكم الواردة فيها، وليس مجرد قراءة خالية من الفهم والتعقل، وقد كان الواحد من السلف إذا قرأ القرآن أيقن أنه هو المخاطب بآياته وأوامره ونواهيه، وليست مجرد كلمات تهذ وتقرأ كما يقرأ الشعر، قال ابن مسعود- رضي الله عنه- إذا سمعت في القرآن يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك، فإما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه.

وهكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم، فكان يتأثر بالقرآن إذا قرأه أو قرئ عليه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اقْرَأْ عَلَيَّ .  قُلْتُ أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟  قَالَ: إِنِّي أحب أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي . قَالَ: فَقَرَأْتُ النِّسَاءَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتُ (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هؤلاَءِ شَهِيدًا) قَالَ لِي: كُفَّ أَوْ أَمْسِكْ. فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ .   فقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أنه هو المخاطب في هذه الآية، فتأثر بها حتى بكى صلوات الله وسلامه عليه. 

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يتدبر الآيات وهو في صلاته، فروى مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة... ـ إلى أن قال: ـ فإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ. رواه مسلم.

وهذه طريقة السلف رحمهم الله في تعاملهم مع كتاب الله، يتلونه ويتدبرونه ويعملون بما فيه، فها هو أبو بكر الصديق رضي عنه الله كان لا يتمالك نفسه عند قراءته للقرآن من تأثره به ، قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم لما أمر أبا بكر يصلي بالناس: " إن أبا بكر رجل أسيف إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة" ، والخليفة الراشد عمر رضي الله عنه قرأ مرة بسورة يوسف في صلاة الفجر، فلم يسمع من كان في أواخر الصفوف صوته من بكائه خصوصا لما قرأ قوله تعالى : "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " ، وعن نافع مولى ابن عمر قال : ما قرأ ابن عمر بهاتين الآيتين قط من آخر سورة البقرة إلا بكى (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "  ثم يقول : إن هذا  الإحصاء شديد " 

وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس إني سريع القراءة، إني أقرا القرآن في ثلاث. قال رضي الله عنه: لأن اقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ" وعن ابن مسعود قال : لاَ تَهُذُّوا الْقُرْآنَ كَهَذِّ الشِّعْرِ ، وَلاَ تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ ، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ وَلَا يَكُونُ هَمُّ أَحَدِكُمْ مِنَ السُّورَةِ آخِرَهَا . 

ومما يعين على تدبر الآيات قراءة ما كتبه أهل التفسير في تفسير كلام الله، فإن المفسر يجلي لك معاني الآيات فيسهل عليك تدبرها وفهم معناها.

قال ابن القيم: فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر... فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها ...، فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب " 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق